تراجع أسعار النفط وسط ضعف الطلب واضطراب الإمدادات بسبب عاصفة

10 سبتمبر 2024
تأثر استهلاك النفط وأسعاره عالمياً بسبب تراجع الطلب الصيني، 1 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأثير العاصفة المدارية فرنسين على إنتاج النفط:** انخفضت أسعار النفط بسبب ضعف الطلب الصيني، رغم اضطراب الإمدادات الناجم عن العاصفة. أغلقت بعض الموانئ في تكساس وعلقت شركات كبرى عملياتها في المنصات البحرية، مما قد يعطل إنتاج 125 ألف برميل يومياً.

- **ضعف الطلب الصيني وتأثيره على السوق:** تسارع التضخم الاستهلاكي في الصين، لكن الطلب المحلي هش. يتوقع الباحثون انخفاض الطلب على المنتجات النفطية بنسبة 1.1% سنوياً حتى 2025، مع تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية وتباطؤ النمو الاقتصادي.

- **توقعات أسعار النفط المستقبلية:** تتوقع شركتا جونفور وترافيجورا أن تتراوح أسعار النفط بين 60 و70 دولاراً للبرميل بسبب ضعف الطلب الصيني وفائض المعروض العالمي. يتوقع تقرير أوبك وإدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديم تكهنات حول السوق العالمية.

انخفضت أسعار النفط قليلا اليوم الثلاثاء، إذ عوض تأثير ضعف الطلب الصيني تأثير اضطراب الإمدادات بسبب العاصفة المدارية فرنسين، بينما واصلت مخاطر فائض المعروض العالمي الضغط على السوق. وبحلول الساعة 03.34 بتوقيت غرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت أربعة سنتات أو 0.06 % إلى 72.80 دولاراً للبرميل، كما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 10 سنتات أو 0.15 % إلى 68.60 دولاراً للبرميل.

وارتفع كلا الخامين القياسيين بنحو 1% عند التسوية أمس الاثنين. وأمر خفر السواحل الأميركي بإغلاق جميع العمليات في براونزفيل والموانئ الصغيرة الأخرى في تكساس مساء أمس الاثنين، مع اقتراب العاصفة المدارية فرنسين عبر الخليج. في حين ظل ميناء كوربوس كريستي مفتوحاً لكن مع فرض بعض القيود.

ومن المتوقع أن تشتد العاصفة المدارية أكثر خلال اليومين المقبلين مع توقعات بتحولها إلى إعصار، وفقاً للمركز الوطني للأعاصير. وقررت إكسون موبيل تعليق الإنتاج في منصتها البحرية في هوفر، كما علقت شركة شل عمليات الحفر في منصتين. وبدأت شركة شيفرون أيضاً بإغلاق عمليات إنتاج النفط والغاز في اثنتين من المنصات البحرية التابعة لها. وقال محللون في بنك إيه.إن.زد في مذكرة نقلاً عن بيانات من المركز الوطني للإعصار إن إنتاج "ما لا يقل عن 125 ألف برميل يومياً من الطاقة النفطية معرض لأن يتعطل". 

ضعف الطلب الصيني يضغط على أسعار النفط

ومع ذلك، فإن مؤشرات ضعف الطلب العالمي وتوقعات استمرار فائض المعروض النفطي الحالي أثرت على السوق. وأظهرت بيانات صينية أمس الاثنين، أن التضخم الاستهلاكي في البلاد تسارع في أغسطس/ آب إلى أسرع وتيرة في نصف عام، لكن الطلب المحلي ظل هشّاً، كما تفاقم انكماش أسعار المنتجين. 

وقال باحث صيني في مجال النفط اليوم الثلاثاء، إن الطلب على المنتجات النفطية في الصين التي قادت استهلاك الخام عالمياً لفترة طويلة بلغ ذروته في 2023 ومن المتوقع انخفاضه 1.1% سنوياً في الفترة بين 2023 إلى 2025، مع تسارع التراجع في السنوات اللاحقة. وأضاف الباحث الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الطلب على المنتجات النفطية في الصين من المتوقع أن يتباطأ 2.7 % سنوياً من 2025 إلى 2030، و3.2 % سنوياً من 2030 إلى 2035.

وأوضح أن طاقة تكرير النفط الخام في البلاد من المتوقع أن تبلغ 19.3 مليون برميل يومياً في 2025 وأن ترتفع قليلاً إلى 19.6 مليون برميل يومياً بحلول 2030. وتأثر استهلاك النفط وأسعاره عالمياً بسبب تراجع الطلب الصيني على الخام بالتزامن مع الاعتماد المتزايد على السيارات الكهربائية، فضلاً عن تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد في أعقاب جائحة كوفيد-19. 

من ناحية أخرى، تتوقع شركتا جونفور وترافيجورا للتجارة العالمية في السلع الأساسية أن تتراوح أسعار النفط بين 60 و70 دولاراً للبرميل في ظل ضعف الطلب الصيني وفائض المعروض العالمي المستمر، وفقاً لما قاله مسؤولون تنفيذيون في المؤتمر السنوي للنفط في منطقة آسيا والمحيط الهادي (أبيك) أمس الاثنين. وقال المتحدثون في المؤتمر إن تحول الصين نحو الوقود منخفض الكربون وتباطؤ الاقتصاد يؤثران سلباً على نمو الطلب على النفط في أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.

وقال دان سترويفن رئيس أبحاث النفط في غولدمان ساكس إن نمو الطلب السنوي في الصين تباطأ من حوالي 500-600 ألف برميل يومياً في السنوات الخمس التي سبقت جائحة كوفيد-19 إلى 200 ألف برميل يومياً الآن.

وتترقب الأسواق اليوم الثلاثاء التقرير الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). ومن المقرر أيضاً أن تنشر إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها قصيرة الأجل للطاقة والتي تتضمن تكهنات حول السوق العالمية وإنتاج النفط الخام الأميركي.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون