تراجع أسعار النفط بفعل المخاوف إزاء الطلب الصيني

16 يوليو 2024
تراجعت أسعار النفط إلى 84.28 دولاراً للبرميل /البصرة 19 مارس 2022 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تراجع أسعار النفط وتأثير الاقتصاد الصيني**: انخفضت أسعار النفط بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.67% إلى 84.28 دولارا، وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.72% إلى 81.32 دولارا، نتيجة نمو الاقتصاد الصيني بأبطأ من المتوقع بنسبة 4.7%.

- **توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية**: التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر حدت من تراجع أسعار النفط، مع تصريحات جيروم باول حول التضخم التي عززت الثقة في استقرار الأسعار.

- **عوامل العرض والطلب العالمية**: هجمات الحوثيين على السفن وتأثيرها على مسارات النقل، وتأكيد روسيا على توازن سوق النفط بفضل اتفاق أوبك+، الذي يشمل تخفيضات إنتاجية مستمرة لدعم السوق.

تراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، بفعل المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يضغط على الطلب، لكن الإجماع المتزايد على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيبدأ خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/ أيلول المقبل حد من التراجع. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتا، بما يعادل 0.67%، إلى 84.28 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06.30 بتوقيت غرينتش، فيما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 59 سنتا، أو 0.72 %، إلى 81.32 دولارا.

ونما الاقتصاد الصيني أبطأ كثيرا من المتوقع في الربع الثاني، متأثرا بالانكماش العقاري الذي طال أمده وانعدام الأمن الوظيفي. وأظهرت بيانات رسمية أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 4.7 % في الفترة من إبريل/ نيسان إلى يونيو /حزيران، في أبطأ وتيرة منذ الربع الأول من 2023 وخلافا لتوقعات ببلوغه 5.1 % في استطلاع أجرته وكالة رويترز. كما تباطأ أيضا من 5.3 % التي سجلها في الربع السابق. وأظهرت البيانات أن إنتاج مصافي التكرير في الصين انخفض 3.7 % في يونيو/ حزيران عنه قبل عام، منخفضا للشهر الثالث لأسباب منها أعمال صيانة مقررة، فيما دفع انخفاض هوامش أرباح التكرير وضعف الطلب على الوقود محطات مستقلة إلى خفض الإنتاج.

وقال ياب جون رونغ محلل استراتيجيات الأسواق لدى آي جي: "جاءت أرقام الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثاني ومبيعات التجزئة بمثابة مفاجأة على الجانب السلبي بهامش كبير، في وقت إن توقع اتخاذ إجراءات تحفيز أقوى في الجلسة العامة الثالثة قد يواجه مخاطر خيبة الأمل"، في إشارة إلى اجتماع رئيسي للقيادة الاقتصادية في بكين هذا الأسبوع. 

عوامل تدعم أسعار النفط

وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي جيروم باول أمس إن قراءات التضخم الأميركية الثلاث خلال الربع الثاني من هذا العام: "تزيد إلى حد ما الثقة" في أن وتيرة زيادات الأسعار تعود إلى هدف البنك المركزي على نحو مستدام. وفسر المشاركون في السوق هذه التصريحات على أنها إشارة إلى أن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون بعيدا. ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى خفض تكلفة الاقتراض مما يمكن أن يعزز النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.

وحذر بعض المحللين من الإفراط في التفاؤل، إذ إن الضعف المتوقع في بعض بيانات الاقتصاد الكلي من الولايات المتحدة قد يضر بشكل غير مباشر بالطلب على النفط على المدى القريب. وقال كلفن وونج كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "العوامل الكلية لا تؤيد ارتفاع أسعار النفط على المدى القريب (بحد أقصى يقل عن 85 دولارا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط) بسبب احتمال ضعف مبيعات التجزئة الأميركية لشهر يونيو والتي من المقرر إعلانها في وقت لاحق اليوم".

وعلى صعيد العرض، قال الحوثيون في اليمن أمس، إنهم هاجموا ثلاث سفن، من بينها ناقلة نفط، في البحرين الأحمر والمتوسط ​​بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق ملغومة. وفي حين أن الأزمة في الشرق الأوسط لم تؤثر على الإمدادات، فإن الهجمات على السفن في البحر الأحمر أجبرت السفن على اتخاذ مسارات أطول، مما يعني بقاء النفط في المياه لفترة أطول. وفي مكان آخر، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أمس إن سوق النفط العالمية ستكون متوازنة في النصف الثاني من العام وما بعده بسبب اتفاق الإنتاج بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، في ما يُعرف باسم أوبك+.

وينفذ تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منهم روسيا، سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق. واتفق التحالف في الثاني من يونيو/ حزيران على تمديد الخفض السابق البالغ 2.2 مليون برميل يومياً حتى نهاية سبتمبر/ أيلول وإلغائه تدريجياً اعتباراً من أكتوبر/ تشرين الأول.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون