تجددت، اليوم السبت، التظاهرات الشعبية في اليمن احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتردي الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء.
وشهدت مدينة تعز جنوبي البلاد تظاهرة حاشدة جابت شوارعها الرئيسية، وردد خلالها المشاركون هتافات تطالب بتوفير الخدمات الأساسية وتحسين الوضع المعيشي من خلال وضع حد للتدهور الكبير لسعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
ورفع المتظاهرون شعارات تدعو الحكومة الشرعية إلى وضع حلول عاجلة لمشكلة الهبوط المستمر لسعر العملة الوطنية التي فاقمت من سوء الأوضاع المعيشية، وأدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل يفوق قدرات المواطنين على شرائها.
من جانبها، ذكرت مصادر محلية بالمحافظة، أنّ قوات الأمن انتشرت بشكل مكثف في شوارع وأحياء المدينة تحسباً لأي فوضى قد ترافق التظاهرة الشعبية، كما حدث خلال التظاهرات السابقة التي رافقها قطع للخطوط الرئيسية وإحراق الإطارات ومحاولة الاعتداء على المحلات التجارية، كما أكدت المصادر أنّ تجار المدينة أعلنوا إضراباً جزئياً وقاموا بإغلاق كافة المحلات التجارية احتجاجاً على انهيار العملة المحلية، واستمرار الحصار المفروض على المدينة.
وقالت إنّ التجار توعدوا بالاستمرار في التصعيد والإضراب في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، وعدم وضع حد لانهيار العملة الوطنية، وعدم إنهاء الحصار على المدينة، وعدم إيجاد حلول حقيقية لوقف التدهور الاقتصادي.
في سياق متصل، قالت مصادر محلية بمحافظتي عدن وحضرموت جنوبي وشرقي البلاد، إنّ العشرات من محلات الصرافة والوكالات التجارية أغلقت أبوابها، احتجاجاً على التدهور المستمر لسعر العملة الوطنية.
وأكدت أنّ جميع محلات الصرافة أوقفت عملية بيع وشراء العملات، بسبب عدم الاستقرار الذي يشهده سوق الصرف منذ عدة أسابيع دون وجود أي حلول من قبل الجهات المعنية.
والسبت، شهدت العملة المحلية تراجعاً لافتاً جديداً، حيث بلغ سعر صرف الدولار الواحد 1380 ريالاً يمنياً. وقبل الحرب في اليمن عام 2015، كان متوسط سعر الدولار في السوق المحلية 215 ريالاً.
وأدى التراجع في سعر العملة، إلى احتجاجات في عدة مدن يمنية، ومطالب شعبية متكررة بضرورة علاج أزمة الريال اليمني، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الجوع والفقر.
ويشهد اليمن حرباً منذ أكثر من 7 سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
(الأناضول، قنا)