تجار المغرب وأرباب المقاهي والمطاعم يراهنون على الصيف

21 مايو 2021
تخفيف إجراءات كورونا سيتيح للمؤسسات فتح أبوابها حتى ساعة متأخرة (الأناضول)
+ الخط -

ستعاود المقاهي والمطاعم والمتاجر في المغرب العمل إلى ساعة متأخرة، في استجابة لمطالب المهنيين الذين يراهنون على الصيف من أجل زيادة إيراداتهم التي تراجعت كثيرا جراء التدابير الاحترازية المرتبطة بمكافحة انتشار وباء كورونا.

لم يكظم الكثيرون غضبهم عندما انتهى مجلس الحكومة، أمس الخميس، من دون أن يعلن عن تخفيف التدابير الاحترازية التي سنّتها الحكومة في رمضان، غير أن الغاضبين سيتنفسون الصعداء بعدما كشفت الحكومة، في وقت متأخر من مساء اليوم نفسه، عن تدبير سيكون له تأثير على بعض الأنشطة الاقتصادية وحياة الناس.

ولم تعلن الحكومة بعد رمضان عن تخفيف التدابير التي اتخذتها بهدف الحد من تنقل السكان، حيث كانت قد قررت منع التنقل بعد الثامنة مساء، ما انعكس على نشاط المقاهي والمطاعم والمتاجر التي تراهن على رمضان من أجل تعظيم إيراداتها.

غير أنها بادرت، مساء الخميس، إلى الإعلان عن قرار كان ينتظره العديدون، حيث ارتأت تمديد ساعة حظر التنقل الليلي من الثامنة مساء حتى الحادية عشرة مساء، ما يعني إغلاق المحال التجارية والمطاعم والمقاهي عند الساعة الحادية عشرة، مع الإبقاء على التدابير الاحترازية التي تم سنها في إطار حالة الطوارئ بخصوص قاعات السينما والحفلات والتجمعات والتظاهرات.

وجاء قرار الحكومة بعدما أكد وزير الصحة خالد آيت الطالب، في اجتماع مجلس الحكومة، أن الحالة الوبائية "تعرف تحسنا تدريجيا من حيث عدد الحالات الجديدة والوفيات، وكذلك الحالات بأقسام العناية المركزة والإنعاش"، مؤكدا أن "مؤشر التوالد الفيروسي ونسبة إيجابية التحاليل انخفضا كذلك".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويلاحظ  أن الأسر المغربية تمكنت من التنقل خلال عيد الفطر رغم تشديد التدابير الاحترازية، من دون أن يفضي إقبالهم الكبير على المدن السياحية والفنادق إلى ارتفاع الإصابات، ما يعني، في تصوره، أنه يمكن تخفيف التدابير الاحترازية بهدف إعادة تنشيط التجارة وقطاع الخدمات في فصل الصيف.

وعبّرت الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، اليوم الجمعة، عن ارتياحها لتفاعل الحكومة إيجابا مع مطلبها الرامي إلى تمديد وقت إغلاق المحلات في الليل من الثامنة مساء إلى الحادية عشرة مساء.

ويذهب الكاتب العام للجمعية نور الدين الحراق، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن قرار الحكومة سيفضي إلى انتعاش طفيف لنشاط المقاهي والمطاعم، خاصة لتزامنه مع بداية موسم الصيف، حيث يتصور أن الانتعاش سيظهر أكثر في المدن الساحلية.

ويعتبر أن  هذا القرار سيكون له أثر إيجابي نسبيا إذا ما واكبه تخفيف إجراءات التنقل بين المدن في الفترة المقبلة، مؤكدا أن تداعيات القرار في الصيف على نشاط المقاهي والمطاعم سيبقى رهينا باستقرار الحالة الوبائية وتحسنها.

ويرى أنه كي يتعافى القطاع يفترض في الحكومة اتخاذ تدابير تقود إلى إيقاف التحصيل الجبائي ومساطر المراجعات وإلغاء كل الرسوم والضرائب المتراكمة على القطاع خلال فترة الجائحة، مع تعويض كافة الأجراء في أقرب الآجال ودعم الاشتراكات الشهرية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

ومن جهته، اعتبر عبد الحميد الباهي، رئيس الاتحاد الوطني لتجار المواد الغذائية، أن القرار الذي اتخذته الحكومة، أمس، سيساعد على إنعاش التجارة، التي عانى الفاعلون فيها من تدابير الإغلاق الليلي منذ بداية الجائحة.

ويرى في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الطلب على السلع ينشط عادة في المغرب في الفترة المسائية، حيث اعتادت الأسر على التسوق، مشيرا إلى أن تزامن قرار الحكومة مع بداية موسم الصيف والسفر سيساعد على تدارك بعض الخسائر التي تكبدها التجار، الذين اضطر بعضهم لإشهار إفلاسه.

المساهمون