تجار الطاقة يستثمرون في السلع الزراعية
يتجه بعض كبار تجار الطاقة عالمياً إلى أسواق السلع الزراعية والمعادن، مستغلين مكاسبهم القياسية في السنوات القليلة الماضية من تجارة النفط والغاز، التي منحتهم سيولة كافية للاستثمار وفرصة لتنويع إيراداتهم عبر تداول سلع أخرى.
وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يتجه فيها كبار تجار الطاقة إلى تلك الأسواق، إلا أن عوامل عدة دفعتهم هذه المرة إلى زيادة الاهتمام بها. فقد تسببت أزمة الطاقة والحرب الروسية في أوكرانيا التي تدخل عامها الثاني، في حدوث ما يترقبه التجار بشغف من تذبذب الأسعار الذي يؤدي بالتبعية إلى التأثير فيما بين السلع وبعضها مع بعض، حيث يتراجع إنتاج المعادن وتزداد تكلفة الأسمدة في حالة ارتفاع أسعار الغاز.
كما أصبحت معادن مثل النحاس والليثيوم ضرورية لتحوّل الطاقة بعيداً عن الاعتماد على الوقود الأحفوري، كذلك تعزز ارتفاعات أسعار الديزل المتجددة في الولايات المتحدة من الطلب على المحاصيل، مما يساهم في الربط بين أسواق السلع الأساسية، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.
قال مانيش مارواها، مستشار السلع ومدير الاستراتيجية السابق لدى عملاق تجارة السلع الزراعية "كوفكو انترناشيونال" إن "التنويع منطقي، وقد انعكس على مرونة هوامش الربحية والعائدات التي حققتها تجارة المعادن والسلع الزراعية في السنوات الأخيرة".
وأشار مارواها إلى منطقية توجه بعض كبار تجار الطاقة نحو أسواق سلع أخرى بهدف تعويض خسائرهم، نتيجة التخارج من أعمال النفط الروسية.
وفي حين يستمر التركيز الأساسي للتجار المستقلين على تداول الطاقة من النفط والغاز والفحم والكهرباء، لكن التقلبات الحالية في الأسعار تدفعهم إلى تداول المشتقات المالية للمعادن والمحاصيل بدلاً من التداول في الأسواق الفورية.
وعيّنت مجموعات "غنفور"، و"هارتري بارتنرز"، و"فيتول غروب" العام الماضي متخصصين في تداولات السلع الزراعية والمعادن. وضمن موجة التعيينات مؤخراً، انضم إيان أوكسلي إلى مجموعة "غنفور"، ومقرها جنيف، منتقلاً من "فري بوينت كوموديتيز" نهاية العام الماضي بالتزامن مع تزايد اهتمام عملاق تجارة الطاقة بالمعادن الأساسية.
كما عيّنت مجموعة "غنفور" أيضاً براد جيمس وجوناثان سميث المتخصصين في تداول المشتقات المالية للسلع الزراعية، والمنتقلين من "سيتي غروب"، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
كذلك عينت مجموعة "هارتري" ديمتري فيلاتوف، وماريك رايت، وريتشارد لي لتداول المشتقات المالية للسلع الزراعية، وكذلك عينت "فيتول"، كارل ديجاردان رئيساً لوحدة تداول السلع الزراعية، مع اتجاه الشركة للتداول خارج مراكزها الرئيسية في جنيف وهيوستن.
بينما كان ذلك النوع من الانتقال من أسواق تداول السلع، قد اختفى مع توقف "فيتول" و"غنفور" عن التوجه لأسواق السلع الزراعية والمعادن منذ أكثر من 6 سنوات.
برغم التوسعات الأخيرة؛ يبقى انكشاف تجار الطاقة على باقي السلع الأخرى ضئيلاً مقارنةً بلاعبين يتمتعون بحصة مسيطرة، مثل "كارغيل" في السلع الزراعية، أو "ترافيغورا غروب" في المعادن.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
