بورصة جديدة في تكساس تسعى لإطاحة بورصتي نيويورك وناسداك

06 يونيو 2024
بورصة نيويورك، 3 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مجموعة مدعومة من بلاك روك وسيتادل سيكيوريتيز تخطط لإطلاق بورصة أوراق مالية جديدة في تكساس لتحدي هيمنة بورصتي نيويورك وناسداك، مع توقعات ببدء التداولات بحلول 2025 واستضافة أول إدراج في 2026.
- البورصة الجديدة تهدف لجذب الشركات بمناخ تنظيمي وضريبي أكثر ملاءمة في تكساس، مستغلة السخط تجاه تكاليف الامتثال المرتفعة والقواعد التنظيمية الصارمة في البورصات القائمة.
- تواجه تحديات كبيرة بما في ذلك كسر الاحتكار الثنائي لبورصتي نيويورك وناسداك وجذب أحجام التداول الكافية، لكن الدعم من شركات كبرى والسياسات التشجيعية من هيئة الأوراق المالية والبورصة قد يوفر الزخم اللازم.

تسعى مجموعة مدعومة من قبل عملاق إدارة الأصول الأميركي بلاك روك وصانع الأسواق سيتادل سيكيوريتيز لإنشاء بورصة أوراق مالية جديدة في ولاية تكساس الأميركية، بهدف مواجهة ما تعتبره "تنظيمًا مرهقًا" في بورصتي نيويورك وناسداك.

وتخطط بورصة تكساس، التي جمعت ما يقرب من 120 مليون دولار من الأفراد وشركات الاستثمار الكبيرة، لتقديم وثائق التسجيل إلى لجنة الأوراق المالية والبورصة (SEC) في وقت لاحق من هذا العام، حسبما صرح الرئيس التنفيذي للبورصة الناشئة وأحد مؤسسيها جيمس لي لصحيفة وول ستريت جورنال. وقال لي للصحيفة إن الهدف هو البدء في تسهيل التداولات في عام 2025، واستضافة أول إدراج لها في عام 2026.

بورصة في تكساس.. لماذا؟

وتهدف البورصة إلى الاستفادة من السخط الناجم عن زيادة تكاليف الامتثال في بورصتي ناسداك ونيويورك، خاصة القواعد المستحدثة على شاكلة وضع أهداف لتنوع مجلس الإدارة في بورصة ناسداك. وتتعهد المجموعة الساعية لإنشاء البورصة الجديدة، والتي سيكون اسمها اختصاراً بورصة TXSE، بأنها ستكون "صديقة لرؤساء الشركات".

ويدعم الخطوة أيضًا مشهد الشركات الأميركية المتغير، مع انتقال العشرات منها إلى ولايات ذات سياسات تنظيمية وضريبية أكثر ملاءمة. وتتعادل تكساس في المركز الثاني مع نيويورك من حيث عدد شركات "فورتشن 500" الموجودة بها، وتأتي كل منهما خلف ولاية كاليفورنيا مباشرة، المتربعة على القمة. ويقع المقر الرئيسي لشركات إكسون موبيل وإيه تي آند تي وأميركان إيرلاينز في تكساس. وبدأ بنك غولدمان ساكس العام الماضي أعمال البناء في مركز جديد في دالاس، ثالث أكبر مدينة في ولاية تكساس، قال إنه يمكن أن يأوي أكثر من 5000 موظف.

وقال لي: "لقد أصبحت دالاس واحدة من المراكز المالية المهيمنة، إن لم تكن أكثرها، في البلاد، إن لم يكن في العالم".

ولعدة أشهر، كان الحديث يدور في المجتمعات التجارية حول إطلاق بورصة مبتدئة، تكون مضادة لحالة "الصحوة" المنتقدة بشدة من مؤيدي الحزب الجمهوري، وخاصة في تكساس. ويقول لي إن "إنشاء البورصة على هذا النحو هو عمل سياسي"، وفقاً لما ذكرته "وول ستريت جورنال".

وقال لي، وهو من تكساس وعمل في مجال التمويل والتجارة منذ حوالي ثلاثة عقود، إن بورصة تكساس ستكون إلكترونية بالكامل، لكنها تخطط ليكون لها وجود فعلي في وسط مدينة دالاس. وتخطط البورصة للتنافس على الإدراج الأولي والمزدوج. وتأمل بورصة تكساس أيضًا في جذب المنتجات المتداولة في البورصة للتسجيل والتداول فيها.

ولن يكون إطلاق البورصة الجديدة بالأمر السهل، حيث تتمتع بورصتا نيويورك وناسداك باحتكار ثنائي فعال في إدراج أسهم الشركات الأميركية. وحاولت بورصات أخرى، بما في ذلك IEX and Cboe Global Markets، اقتحام أعمال إدراج الأسهم لكنها لم تكتسب سوى القليل من الاهتمام. ورغم اعتمادها من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات في عام 2019، لم تتمكن من جذب سوى إدراجين فقط.

وقبل عقود من الزمن، كانت هناك العشرات من البورصات الإقليمية خارج نيويورك، لكنها إما أغلقت أبوابها أو تم الاستحواذ عليها من قبل لاعبين أكبر. وتعد بورصات بوسطن وشيكاغو وفيلادلفيا للأوراق المالية من بين تلك التي تم دمجها في الشركات الأم لبورصة نيويورك وناسداك في العشرين عامًا الماضية. ويمثل جذب أحجام التداول إلى بورصة جديدة أيضاً تحديًا كبيرًا، حيث دأب المتداولون على توجيه أوامر الشراء والبيع إلى البورصات التي لديها أكبر أحجام من التداول. وتأمل بورصة تكساس أن يساعدها داعموها.

وتعد شركتا سيتادل سيكيوريتيز وبلاك روك من أكبر شركات العالم في مجالهما، ولديهما تاريخ في دعم البورصات الناشئة، بما في ذلك MEMX، التي تتعامل في ما يقدر بنحو 2% - 3% من حجم سوق الأسهم، وفقًا لبيانات Cboe. وتستفيد الشركات الناشئة أيضًا من قواعد هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC) التي تجبر كبار الوسطاء بشكل فعال على الارتباط بكل بورصة، حتى تلك التي لديها حصة سوقية صغيرة، وأن تدفع لها بعض الأموال مقابل الاتصالات وبيانات السوق.

ولن تكون تلك المحاولة الأولى لجلب المزيد من الأعمال المالية إلى ولاية تكساس، التي التقى حاكمها جريج أبوت، الجمهوري، بمسؤولي البورصات في عام 2020، للترويج لنقل مراكز التجارة الإلكترونية الخاصة بهم من ولاية نيوجيرسي إلى ولاية تكساس، حين كانت نيوجيرسي تدرس فرض ضريبة على المعاملات المالية. 

وقال لي إن محاكم تكساس التجارية التي تم تشكيلها حديثًا، والتي تم إنشاؤها كبديل لنظام محكمة ديلاوير، هي علامة أخرى على مكانة الولاية المتنامية. وحالياً، تسعى شركة تسلا ورئيسها التنفيذي الملياردير الشهير إيلون ماسك، لإجراء تصويت للمساهمين، لاتخاذ قرار إذا ما كان سيتم نقل تسجيلها إلى ولاية تكساس من ولاية ديلاوير.