بهجة في أسواق المغرب: غلاء قمصان أسود الأطلس لم يكبح الإقبال عليها

13 ديسمبر 2022
أضحى الجميع يبحث عن قمصان المنتخب الوطني (Getty)
+ الخط -

لم تُقعد الأمطار الموظف الخمسيني عبد القادر، الذي حل بشارع بني مكيلد في الدار البيضاء، كي يشتري قمصان المنتخب المغربي لأطفاله الأربعة، الذين يرافقونه، بعد أن تأهل أسود الأطلس إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، إثر فوز تاريخي على البرتغال، يوم السبت الماضي، ليصبح المغرب أول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.

وغالباً ما تشهد المراكز التجارية الشعبية المعروفة بـ"القيساريات" في "بني مكيلد" توافد جماهير الوداد البيضاوي والرجاء البيضاوي بمناسبة "كلاسيكو" المدينة الشهير من أجل الحصول على تذكرة في السوق السوداء لمشاهدة مبارياتهم أو شراء قمصان أحد الفريقين أو الأعلام التي تميّزهما، لكن في هذه الأيام غابت رموز الفريقين الكبيرين في الدار البيضاء، وأضحى الجميع يبحث عن قمصان المنتخب الوطني التي يعرضها الباعة الجائلون في جنبات ذلك الشارع، الذي تبحث فيه الأسر عن قمصان لأفرادها وأعلام وطنية.

يبدي البائع الجائل خالد الأربعين الكثير من السعادة بما حققه المنتخب الوطني. ذلك حلم انتظره بعد خيبات كثيرة في مشاركات سابقة للأسود في دورات سابقة لكأس العالم، وتزيد سعادته أكثر بالفرصة التي منحها إياه مرور المنتخب الوطني لربع النهائي من أجل تعظيم إيراداته في هذه الأيام.

اعتاد عرض ألبسة في الشارع كما العديد من الأشخاص، الذين يراوغون البطالة بطلب الرزق في درب السلطان الذي يعرف نشاطاً تجارياً كبيراً في الدار البيضاء، غير أن مشاركة المنتخب في كأس العالم في قطر دفعته إلى عرض قمصان المنتخب المغربي.

يقول خالد لـ"العربي الجديد": "كنت أعتقد أن تحولي إلى بيع القمصان سيتوقف في الدور الأول من منافسات كأس العالم. فقد كنت أعتقد أن مشاركة الأسود لن تتعدى ذلك الدور، غير أن إنجازهم دفعني إلى مواصلة عرض القمصان التي زاد الطلب عليها وارتفعت أسعارها".

يضيف "لقد أضحى الرجال والنساء والأطفال يبحثون عن الحصول على قميص المنتخب. هذا رفع الثمن، الذي تضاعف في أسواق الجملة والتجزئة". وفي سوق القريعة الذي يبعد عن شارع بني مكيلد بحوالي سبعمائة متر، تنافست محلات تجارية في عرض قمصان المنتخب ومنتخبات أخرى مشاركة أخرى في المونديال على ما سواها.

لا تعرض تلك المحلات قمصاناً أصلية، بل تعرض قمصاناً مقلدة تنتجها في الغالب معامل (ورش) تنشط في القطاع غير الرسمي، وتسابق الزمن من أجل توفيرها في ظل ارتفاع الطلب.

ورغم أن هذه القمصان مقلدة إلا أن أسعارها قفزت من ثمانية دولارات إلى عشرين دولاراً للمقاسات الكبيرة، بينما الموجهة للأطفال زادت إلى عشرة دولارات من أربعة دولارات، بحسب توفيق فرتوح المسؤول عن متجر للألبسة في سوق القريعة.

يؤكد فرتوح لـ"العربي الجديد" أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى ارتفاع الطلب، مشيراً إلى أن الإقبال على شراء قمصان المنتخب المغربي بشكل خاص دفع العديد من المنتجين إلى تعبئة العاملين لديهم من أجل توفير القمصان، فهم يعتبرون أن المونديال وتألق المنتخب المغربي فرصة لتعظيم إيراداتهم بعد الركود الذي عرفه السوق.

ويشير إلى أن ارتفاع الأسعار لم يقتصر على تلك المقلدة التي تباع في الأسواق الشعبية، بل طاول حتى أسعار القمصان الأصلية التي توفرها الماركة الراعية للمنتخب، والتي انتقلت من حوالي 80 دولاراً إلى 120 دولاراً.

لا شيء في قانون حرية الأسعار والمنافسة يمنع من زيادة أسعار سلعة أو خدمة غير مدعمة من قبل صندوق المقاصة أو غير مقننة الأسعار سلفاً. في حالة القمصان يبقى الاحتكام لقانون العرض والطلب، كما يوضح بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، غير أنه يؤكد أنه يتوجب على التاجر إشهار الأسعار وعدم اللجوء إلى البيع المشروط.

غير أن الخمسيني عبد القادر يؤكد أنه رغم غلاء أسعار قمصان المنتخب المغربي، مقارنة بجودتها، إلا أنه عاقد العزم على بذل ما يُطلب منه من جانب أطفاله للاحتفال بهذه اللحظة التاريخية، كما العديد من الأسر التي تنافست في بذل المال من أجل شراء كل اللوازم التي تتيح لها الاحتفاء بالأسود.

 

المساهمون