بنوك قطر بمنأى عن أزمة "سيليكون فالي"

15 مارس 2023
معنويات المستثمرين تتأثر بشكل كبير بأزمات أسواق المال العالمية (Getty)
+ الخط -

أكد محللون ماليون عدم وجود تأثير مباشر لإفلاس بنك "سيليكون فالي" الأميركي على القطاع المصرفي وبورصة قطر، وأرجعوا انخفاض مؤشر البورصة في الجلسات الثلاث الأخيرة إلى حالة العدوى التي تتفشى في مثل هذه الأزمات في صفوف المستثمرين، مشيرين إلى أنّ بورصة قطر والأسواق المالية في منطقة الخليج عموماً ليس لها انكشاف على البنك الأميركي المنهار.

وأصدرت هيئة قطر للأسواق المالية تعميماً إلى الشركات المدرجة في البورصة، اطلع عليه "العربي الجديد"، حمل عنوان "أزمة البنك الأميركي سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) وعلاقتها بالسوق القطري"، يطلب تزويد الهيئة بمدى تأثر كل شركة مدرجة بوضعية البنك الأميركي المنهار، وبيان الإجراءات المتخذة من الشركة، للالتزام بمتطلبات الإفصاح وفقاً لتشريعات الهيئة.

ويرى المستشار الاقتصادي والمحلل المالي رمزي قاسمية أنّ تأثر أداء بورصة قطر بانهيار بنك سيليكون فالي، خلال الأسبوع الحالي، جاء طبيعياً ضمن تأثر أداء البورصات العالمية والإقليمية، وخاصة في قطاع البنوك، وأرجع ذلك إلى العامل النفسي، لأنه حتى اليوم لم يتم الإفصاح عن درجة انكشاف البنوك القطرية لهذا البنك الأميركي، مع الإشارة إلى أن البنك الأخير مختص في مجال تمويل الشركات الناشئة، وخاصة العاملة في قطاع التكنولوجيا.

ويقول قاسمية في حديثه مع "العربي الجديد"، إنه رغم أنه من المستعبد أن تكون هناك انعكاسات مؤثرة جوهرية على البنوك القطرية، إلا أن أسهم قطاع البنوك في البورصة تأثرت خلال الجلسات الثلاث الماضية، وانخفض المؤشر المالي بأكثر من 3.5%، وسجلت بعض أسعار البنوك أدنى مستوياتها لأكثر من عام. وإلى جانب العامل النفسي، يشير قاسمية إلى أن عاملا آخر ساهم في تراجع مؤشر بورصة قطر، وهو انعقاد الجمعيات العامة لأكثر من 10 شركات مدرجة، وتداول العديد من الأسهم دون أحقية التوزيعات النقدية، متوقعا أن يشهد قطاع البنوك في البورصة في الأيام المقبلة ارتدادات نحو الأعلى.

ويقر مدير التداول في شركة بيت الاستثمار وليد الفقهاء بوجود تخوف من أن تكبر كرة الثلج جراء أزمة البنك الأميركي المفلس، لافتاً إلى أنّ بورصة قطر وبورصات دول الخليج عموماً ليس لديها انكشاف ملحوظ على مثل هذه المصارف التي تنشط في العملات المشفرة ودعم شركات التكنولوجيا التي تدعم هذه العملات، مشدداً على أنّ هذا النشاط غير مصرح به في قطر.

ويقول الفقهاء لـ"العربي الجديد"، إنّ "معنويات المساهمين هشة، وتتأثر بشكل كبير في مثل هذه الأزمات، وأنّ عامل الارتباط السيكولوجي ما بين الأسواق المحلية والأسواق العالمية مرتفع، إلى جانب عدم وضوح مسار إيقاف أو ارتفاع الفائدة، رغم أنّ التقارير الدولية تتحدث عن تثبيت أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي".

بدوره، يقول المحلل المالي أحمد عقل إنّه لا انعكاسات مباشرة رسمياً على سوق المال القطري حتى الآن، موضحاً أنّ ما يجري هو انعكاس لحالة الخوف التي تمر بها الأسواق الأخرى، وإلى تحركات بعض المستثمرين الأجانب خارجياً.

يشار إلى أن بنك سيليكون فالي أغلق من قبل السلطات الأميركية التي استحوذت على أصوله، الجمعة، وهو أكبر انهيار لبنك أميركي منذ الأزمة المالية في عام 2008 بعدما دفع البنك باتجاه جمع الأموال لسد الخسارة من بيع الأصول المتأثرة بأسعار الفائدة المرتفعة، ما أحدث اضطرابات في الأسواق العالمية.

المساهمون