أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، عن استثمارات جديدة كبيرة لتنفيذ خطته من أجل اقتصاد أخضر. وقال إنّ المملكة المتحدة ستكون في الطليعة العالمية لتقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، مما يفيد المناطق ذات الصناعات التي يصعب إزالة الكربون منها بشكل خاص.
وتدعم الحكومة البريطانية خطة جونسون، باستثمارات تبلغ 12 مليار جنيه إسترليني (نحو 16 مليار دولار)، من شأنها أن تخلق وتدعم ما يصل إلى 250 ألف وظيفة.
وبحسب البيان الصحافي لوزارة الخارجية، الذي وصل إلى "العربي الجديد"، فقد حدّد جونسون خطته، من أجل ثورة صناعية خضراء بعشر نقاط، شملت إنهاء بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2030، أي قبل عشر سنوات من الموعد الذي كان مخططاً له، واتخاذ إجراءات جديدة لتصبح بريطانيا رائدة عالمية في التقاط الكربون.
وتقوم صناعة السيارات في المملكة المتحدة بالفعل بتصنيع نسبة كبيرة من السيارات الكهربائية في أوروبا، بما في ذلك أحد أشهر الموديلات في العالم.
وبهدف تحقيق هدفه في أقرب وقت، قال جونسون إنّه سيستثمر مبلغ 1.3 مليار جنيه إسترليني، لتسريع طرح نقاط الشحن للمركبات الكهربائية في المنازل والشوارع وعلى الطرق السريعة في جميع أنحاء إنكلترا، حتى يتمكن الناس من شحن سياراتهم بسهولة أكبر.
كما بتخصيص 582 مليون جنيه إسترليني للأشخاص الذين يشترون مركبات عديمة أو منخفضة الانبعاثات للغاية، لجعلها أرخص للشراء وتحفيز المزيد من الناس على الانتقال إليها.
ووعد جونسون بإنفاق ما يقرب من 500 مليون جنيه إسترليني، في السنوات الأربع القادمة لتطوير وإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية على نطاق واسع.
وحاليًا، يتم تشغيل أقل من 1% من السيارات على الطرق البريطانية بالكامل بالكهرباء، لذا فإن خطة رئيس الوزراء تقضي بإنهاء بيع سيارات البنزين والديزل الجديدة، وتحويل البنية التحتية الوطنية لدعم المركبات الكهربائية بشكل أفضل. وهو ما سيضع المملكة المتحدة في الطليعة لتكون أول دولة في مجموعة السبع التي تزيل الكربون عن النقل البري.
يأتي ذلك، في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة للمشاركة في استضافة قمة طموح المناخ في 12 ديسمبر/كانون الأول، ومؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2021 ( COP26) في غلاسكو بإسكتلندا نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
ويأمل جونسون الذي يضع خطته اليوم من أجل اقتصاد أخضر، أن تمضي بلاده قدمًا في التخلص من مساهمتها في تغير المناخ بحلول عام 2050.
وتتضمّن الخطة إنتاج ما يكفي من الرياح البحرية لتشغيل كل منزل، ومضاعفة الكمية التي تنتجها البلاد أربع مرات لتصل إلى 40 غيغاوات بحلول عام 2030، ودعم ما يصل إلى 60 ألف وظيفة.
كما تتضمن تطوير أول مدينة يتم تسخينها بالكامل بواسطة الهيدروجين بحلول نهاية العقد. والنهوض بالطاقة النووية كمصدر للطاقة النظيفة، وتطوير الجيل التالي من المفاعلات الصغيرة والمتقدمة، التي يمكن أن تدعم 10 آلاف وظيفة.
وتدعم خطة جونسون الصناعات التي يصعب إزالة الكربون منها لتصبح أكثر اخضرارًا من خلال مشاريع بحثية. كما تعد بجعل المنازل والمدارس والمستشفيات أكثر خضرة ودفئًا وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، مع توفير 50 ألف وظيفة بحلول عام 2030، وتهدف إلى تركيب 600 ألف مضخة حرارية، كل عام بحلول عام 2028.
إلى ذلك، تهدف الخطة إلى استخدام تقنيات جديدة لالتقاط وتخزين الانبعاثات الضارة بعيدًا عن الغلاف الجوي، بهدف إزالة 10 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، أي ما يعادل جميع انبعاثات مدينة هامبر الصناعية اليوم.
فضلاً عن حماية البيئة الطبيعية واستعادتها، وزراعة 30 ألف هكتار من الأشجار كل عام، مع توفير آلاف الوظائف والاحتفاظ بها، حتى تصبح مدينة لندن المركز العالمي للتمويل الأخضر.