من المقرر أن تكشف بريطانيا النقاب اليوم عن استثمار بقيمة 37.3 مليون جنيه إسترليني في برنامج الهاتف المحمول من أجل التنمية. وسيسلط وزير التنمية أندرو ميتشل، في خطابه أمام المؤتمر العالمي للجوال اليوم، الضوء على كيف سيكون هذا التمويل بمثابة حافز للمبادرات التحويلية، وخاصة في الدول الفقيرة التي تواجه تحديات اقتصادية، مثل نيجيريا.
وبحسب بيان وزارة الخارجية البريطانية، الصادر اليوم، يعدّ تسخير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقديم المشورة الزراعية في الوقت الحقيقي للمزارعين في نيجيريا والثلاجات التي تعمل بالطاقة الشمسية بنظام الدفع المسبق، مجرد جزء بسيط من الطرق التي تعمل بها تكنولوجيا الهاتف المحمول التي تمولها المملكة المتحدة على تحسين سبل العيش على مستوى العالم.
وقد استفاد بالفعل من هذا البرنامج، الذي تموله المملكة المتحدة بالشراكة مع القطاع الخاص وجمعية صناعة الهاتف المحمول "جي أس أم إيه" ومقرّها المملكة المتحدة، أكثر من 94 مليون شخص. وهو يركز على النساء والفتيات، والتخفيف من آثار تغير المناخ، والتكيف والمرونة، وتوسيع نطاق الحلول المبتكرة.
في السياق، يشدّد ميتشل على الدور المحوري لتكنولوجيا الهاتف المحمول وقدرتها على إحداث ثورة في حياة الفقراء، من خلال المساعدة في معالجة آثار تغير المناخ، وخلق فرص العمل، وتعزيز الفرص للنساء. ويتصور أنّ التعاون القوي بين مجالات التنمية وعمالقة تكنولوجيا الهاتف المحمول، هو تآزر يمكن أن يفتح فرصاً غير مسبوقة ويحقق الرخاء، بما يتماشى مع الأهداف العالمية للأمم المتحدة.
ويوضح ميتشل: "لقد استفاد بالفعل من برنامج الهاتف المحمول من أجل التنمية أكثر من 100 مليون شخص، ويهدف إعلان المملكة المتحدة الجديد إلى زيادة الطموح والوصول إلى 110 ملايين شخص إضافي، بما في ذلك 60 مليون امرأة".
انعكاسات مبادرة بريطانيا
وقد أسفرت مساهمات المملكة المتحدة السابقة في هذه المبادرة عن نتائج ملموسة، تجسّدت في توسيع نطاق مركز باخبر كيسان الرقمي (BKK) في باكستان. وتوفر هذه الجمعية أو المنصة المبتكرة، المدعومة بتمويل من المملكة المتحدة، بيانات مهمة للتنبؤ بالطقس للمزارعين، مما يتيح اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الجوانب المحورية للممارسات الزراعية. ويبرز التأثير الكبير لهذا التعاون من خلال تضاعف عدد مستخدمي هذه المنصّة تقريباً من 6.6 ملايين إلى 12.4 مليون.
ويلفت بيان وزارة الخارجية البريطانية أيضاً، إلى ما قاله جون جيوستي، رئيس مؤسسة "جي أس أم إيه" ( GSMA) للهواتف المحمولة من أجل التنمية، حيث أشار إلى أنّه على مدى أكثر من عقد من الزمان، عملت وزارة التنمية الخارجية مع "جي أس أم إيه" بشكل وثيق في شراكة لدفع التأثير الاجتماعي والاقتصادي والمناخي للفئات السكانية الأكثر حرماناً من خلال الابتكار الرقمي، وأدت هذه الشراكة حتى الآن إلى تحسين حياة أكثر من 127 مليون شخص.
وفي إعلان خلال المؤتمر العالمي للجوال، أكد جون جيوستي أهمية تجديد هذه الشراكة، وسلط الضوء على قدرتها على زيادة تضخيم تأثيرها المشترك. ويظل التركيز على تسخير قوة التكنولوجيات الرقمية والناشئة لتعزيز الابتكار، وتعزيز الفرص المتاحة للمرأة، والتصدي للتحديات الملحة التي يفرضها تغير المناخ، وخاصة بالنسبة للفئات السكانية الأكثر ضعفاً.