بريطانيا تتجه لفرض حصص على واردات الصلب من الاقتصادات الناشئة لحماية المنتجين المحليين
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد، أن لندن تبحث في سبل حماية قطاع الصلب في المملكة المتحدة في توجّه من شأنه أن يضعها في صدام مع منظمة التجارة العالمية، في الوقت الذي قالت فيه صحيفة "صنداي تليغراف" إن جونسون يسعى لتقليص حصص الصلب من الاقتصادات الناشئة لحماية الإنتاج المحلي.
ولدى سؤاله عن تقارير بشأن مدى استعداده لخرق قواعد منظمة التجارة العالمية بفرض رسوم جديدة، قال جونسون للصحافيين البريطانيين في قمة مجموعة السبع في ألمانيا: "لدينا في المملكة المتحدة نظام لا يعطي الأفضلية لصناعتنا"، خلافا لبلدان أخرى.
وتابع وفقا لوكالة "فرانس برس"،: "نحتاج إلى إمداد قطاع الصلب البريطاني بطاقة أقل كلفة وبكهرباء أقل كلفة من أجل أفرانه ذات الحرارة المرتفعة".
وأضاف: "لكن إلى أن نتمكن من إصلاح هذا الأمر، أعتقد أنه من المنطقي أن يحظى قطاع الصلب في المملكة المتحدة بالحمايات نفسها" مشيرا إلى أن كل قطاعات الصلب الأوروبية من دون استثناء تحظى بحمايات.
وقال جونسون: "تكمن الصعوبة في التالي: هل من الممكن القيام بذلك والبقاء ضمن منظمة التجارة العالمية؟"، مضيفا "إنها خيارات صعبة علينا اتّخاذها".
قيود على الواردات
وقالت صحيفة "صنداي تليغراف" إنّ جونسون يسعى لتقليص حصص الصلب من الاقتصادات الناشئة لحماية المنتجين المحليين، في خطوة قد تمثل انتهاكاً لقواعد التجارة الدولية.
وأضافت الصحيفة دون الاستناد إلى مصادر، أنّ "رئيس الوزراء يستعد لاستهداف العديد من الدول النامية بفرض حدود استيراد جديدة وقائية تهدف إلى حماية المصنعين في المملكة المتحدة من طوفان من الصلب الرخيص من الخارج".
واقترحت بريطانيا، يوم الخميس، تمديد حزمة حالية من الرسوم الجمركية والحصص على خمسة منتجات من الصلب لمدة عامين آخرين لحماية شركات صناعة الصلب المحلية.
لكن "صنداي تليغراف" قالت إنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على إجراءات أوسع لإعلانها هذا الأسبوع، في محاولة لتعزيز الدعم لجونسون في المناطق الصناعية التي تدعم تاريخياً حزب العمال المعارض.
وقالت الصحيفة إنّ بعض كبار المسؤولين الحكوميين اعترضوا على الخطط الأوسع نطاقاً، وذلك إلى حد ما؛ بسبب الخوف من اتخاذ إجراءات انتقامية ضد صادرات بريطانية مثل الويسكي، والضرر المحتمل لسمعة بريطانيا على نطاق أوسع.
ونقلت الصحيفة عن شخصية حكومية لم تذكر اسمها قولها إنّ "هذا سيفسد الاقتصاد. إنه انتهاك كامل لقواعد منظمة التجارة العالمية، وهذا مناهض للمحافظين، ومناهض للسوق الحرة، ومعادٍ للرأسمالية".
وقال اتحاد الصلب العالمي في تقريره الشهري، الأربعاء الماضي، إنّ إنتاج الصلب تراجع عالمياً بنسبة 6.3% في الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي، بضغط تباطؤ الاقتصاد العالمي، بسبب التداعيات المستمرة لجائحة كورونا والضغوط التي يفرضها الصراع الروسي الأوكراني.
وبلغ الإنتاج العالمي للصلب 791.8 مليون طن خلال الفترة، قياساً على 837.5 مليون طن في الخمسة أشهر المماثلة من 2021.
وتصدرت الصين الدول الأكثر إنتاجاً في فترة الخمسة أشهر بمقدار 435 مليون طن بانخفاض سنوي 8.7%، بينما جاءت الهند بالمرتبة الثانية من حيث حجم الإنتاج بحجم 53.2 مليون طن، بنمو سنوي 6.5%.
وتوقع الاتحاد في تقرير سابق، تباطؤ نمو الطلب العالمي على الصلب في 2022 إلى 0.4%، من نمو 2.7% في العام السابق، وذلك بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا وارتفاع مستويات التضخم.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب إلى 1840 مليون طن في العام الحالي، ثم سينمو بنسبة 2.2% في 2023 إلى 1881.1 مليون طن.