تواجه أجندة الرئيس المنتخب جو بايدن الديمقراطية، خاصة زيادة الضرائب على الشركات، معارضة شديدة من مركز قوة يعرفه جيداً: المساعدون السابقون الذين أصبحوا الآن من جماعات الضغط أو المستشارين للشركات والصناعات التي تتعارض مع أهدافه.
ويمثل العشرات من مساعدي بايدن السابقين في K Street (مركز مجموعات الضغط في واشنطن) الآن مئات الشركات والمجموعات التجارية والشركات الأجنبية. ستيف ريتشيتي مثلاً، رئيس حملة بايدن، شارك في ملكية شركة ضغط لأكثر من عقد مع شقيقه جيفري ريتشيتي، وفقاً لتقرير "وول ستريت جورنال" اليوم الاثنين.
بايدن، على عكس الرؤساء الأربعة الأخيرين، له علاقات عميقة مع الشركات وسط توليه، منذ 44 عاماً، مراكز في مجلس الشيوخ وبصفته نائبا للرئيس. وقام بتعيين ما لا يقل عن 40 من أعضاء جماعات الضغط الحاليين والسابقين في فريقه الانتقالي.
في معظم حياته المهنية، دافع بايدن عن سياسات قال إنها ستقلل من تأثير جماعات الضغط والمصالح الخاصة، بما في ذلك الضغط من أجل توسيع التمويل الحكومي للحملات السياسية. تضمنت منصة حملته البحثية تشريعات تتطلب من المشرعين الكشف علناً عن الاجتماعات والاتصالات مع أي جماعة ضغط أو مصلحة خاصة تحاول التأثير على تمرير أو هزيمة مشروع قانون معين.
قال تي جيه داكلو، المتحدث باسم بايدن: "سيضع دائماً المصلحة العامة في صميم قراراته، لأنه مسؤول أمام كل أميركي، هو يعمل رئيسا".
من الشائع أن يترك مساعدو المسؤولين المنتخبين الديمقراطيين والجمهوريين مناصبهم في الحكومة من أجل وظائف ذات رواتب أعلى، كجماعات ضغط في الشركات. لكن الأمر أكثر تعقيداً للديمقراطيين.
عادة ما يعمل مساعدو الحزب الجمهوري، الذين يصبحون أعضاء جماعات ضغط، بالتنسيق مع المشرعين الجمهوريين ومسؤولي السلطة التنفيذية لدحر اللوائح الحكومية، وخفض الضرائب، وتعزيز مصالح الشركات الأميركية بشكل عام.
أحياناً يواجه المساعدون الديمقراطيون، الذين أصبحوا جماعات ضغط في الشركات، تضارباً بين المصالح التجارية التي يتقاضون رواتبهم لتمثيلها والمسؤولين الديمقراطيين الذين وظفوهم ذات مرة.
فاز بايدن بالرئاسة من خلال بناء الدعم بين ائتلاف واسع من الديمقراطيين التقدميين وذوي العقلية التجارية الأكثر تركيزاً على هزيمة ترامب. تتضمن أجندته الديمقراطية توسيع اللوائح الخاصة بالصناعة الأميركية وإجبار شركات الأدوية على خفض أسعارها، وهي أولويات سيكون من الصعب سنها إذا استمر الجمهوريون في السيطرة على مجلس الشيوخ.
يضم فريق ترامب الانتقالي جيسيكا هيرتز، مساعدة بايدن السابقة التي تعمل الآن مستشارةً عامةً، حيث تشرف على امتثال المجموعة لقواعد الأخلاق. جاءت هيرتز من شركة فيسبوك، التي أصبحت الآن في مرمى نيران العديد من الديمقراطيين الذين يعتقدون أن عملاق التكنولوجيا يحتاج إلى تنظيم أوثق.
المستشار السابق الآخر لبايدن، جاي كارني، يقود الآن فريق الضغط العالمي والعلاقات الإعلامية في شركة أمازون، بدأ كارني حياته المهنية الحكومية في عام 2009 مديرَ اتصالات نائب الرئيس. وقال بايدن في تشرين الأول/ أكتوبر إن أمازون يجب أن تدفع ضرائب أكثر.
قال بعض الذين عملوا مع بايدن إنه لا يقدم خدمات لأعضاء جماعات الضغط الذين عملوا معه ذات مرة.
اشتكى جيف كونوتون، أحد أبرز جامعي التبرعات خلال سنواته في مجلس الشيوخ والترشح الرئاسي لعام 2008، في كتابه لعام 2012، من أن "بايدن لم يساعدني مرة واحدة كعضو ضغط".
ويمثل إريك روزن، مساعد بايدن السابق في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، مجموعة Business Roundtable، وهي مجموعة قوية من الرؤساء التنفيذيين للشركات التي دعمت التخفيضات الضريبية لعام 2017.
وكذا انضم جيفري بيك، وهو أيضاً أحد كبار مساعدي بايدن السابقين في اللجنة القضائية، إلى بيك ماديجان جونز في عام 2001 للضغط من أجل الشركات الكبرى، بما في ذلك Anheuser-Busch وDeutsche Bank Securities والتأمين...