انسحاب مفاجئ لأوكرانيا من اتفاق شحن وشيك مع روسيا

16 ابريل 2024
سفن حربية روسية تسد مدخل ميناء سيفاستوبول الأوكراني، 6 مارس 2014 (سين غالوب/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد مفاوضات استمرت شهرين بوساطة تركيا والأمم المتحدة، كانت أوكرانيا وروسيا قريبتين من توقيع اتفاق لضمان سلامة الشحن التجاري في البحر الأسود، لتسهيل الملاحة الحرة والآمنة للسفن.
- الاتفاق يمثل جزءاً من مبادرة أوسع لضمان حرية الملاحة، مهم لكلا البلدين لإيصال منتجاتهما إلى الأسواق العالمية، وتم التوصل إليه بموجب اتفاقية مونترو وقرارات الاتحاد الأوروبي.
- تركيا والأمم المتحدة كانتا محوريتين في التوسط للاتفاق ومبادرات أخرى مثل صفقة حبوب البحر الأسود، لكن انسحاب روسيا من صفقة الحبوب يسلط الضوء على التحديات في ضمان حرية الملاحة والتجارة.

نسبت رويترز إلى أربعة مصادر قولها اليوم الاثنين، إن أوكرانيا انسحبت فجأة من اتفاق كان وشيكاً مع روسيا لضمان سلامة الشحن في البحر الأسود، خاض الجانبان مفاوضات لشهرين بشأنه في تركيا وتوصلا فعلاً إلى نص كانا بصدد توقيعه. وذكرت المصادر التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية مثل هذه المحادثات أن المفاوضات توسطت فيها تركيا بعد دعوات من الأمم المتحدة.

وتم التوصل إلى اتفاق في مارس/آذار الماضي "لضمان سلامة الشحن التجاري في البحر الأسود"، ورغم أن أوكرانيا لم تكن ترغب في التوقيع عليه رسمياً، فقد أعطت كييف موافقتها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعلانه في 30 مارس قبل يوم من انتخابات البلدية الحاسمة، وفقاً لما قالته المصادر.

وذكر أحد المصادر أنه "في اللحظة الأخيرة، انسحبت أوكرانيا فجأة وتم إلغاء الاتفاق". كما أكدت المصادر الثلاثة الأخرى هذا الحديث، فيما أحجمت روسيا وأوكرانيا وتركيا عن التعليق. ولم يتضح بعد سبب انسحاب أوكرانيا. وقال الأشخاص الذين تحدثوا إلى رويترز إنهم لا يعرفون السبب الذي دفع كييف إلى اتخاذ القرار.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير/شباط الماضي، إنه بدون مساعدة عسكرية أميركية جديدة، لن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن ممر الشحن في البحر الأسود الذي يعانق ساحلها الغربي على البحر الأسود بالقرب من رومانيا وبلغاريا. وتقدم المحادثات حول اتفاق الشحن، والتي لم يتم الإعلان عنها من قبل، لمحة عن الدبلوماسية الهادئة التي تجري خلف أبواب مغلقة حول سبل جلب الجانبين المتحاربين إلى المفاوضات، ولو في البداية، حول الشحن التجاري.

وعندما طلب منه التعليق على تقرير رويترز، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "ما زلنا نأمل أن تسود حرية الملاحة في البحر الأسود". وتحاول تركيا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس منذ أشهر جعل السفن التجارية تبحر بحرية أكبر عبر البحر الأسود، الذي تحول في بعض المناطق إلى منطقة حرب بحرية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022.

ويعد البحر الأسود طريقا رئيسيا لكل من روسيا وأوكرانيا لإيصال المنتجات السائبة مثل الحبوب والأسمدة والنفط إلى الأسواق العالمية، رغم انخفاض أحجام الشحن البحري بشكل كبير منذ الحرب.

ماذا في نص اتفاق البحر الأسود بين موسكو وكييف؟

وجاء في نص الاتفاق، الذي اطلعت رويترز على نسخة منه، أن تركيا توصلت "كجزء من جهود الوساطة" إلى اتفاقات مع أوكرانيا وروسيا "بشأن ضمان الملاحة الحرة والآمنة للسفن التجارية في البحر الأسود" امتثالا لقرارات الاتحاد الأوروبي واتفاقية مونترو لنظام المضايق. وتمنح اتفاقية عام 1936 تركيا السيطرة على مضيق البوسفور والدردنيل والقدرة على تنظيم عبور السفن الحربية البحرية.

كما يضمن النص حرية مرور السفن المدنية في وقت السلم، ويقيد مرور السفن غير التابعة لدول البحر الأسود. وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه تقريباً في 30 مارس، كانت كل من موسكو وكييف ستقدم ضمانات أمنية للسفن التجارية في البحر الأسود، مع الالتزام بعدم ضربها أو الاستيلاء عليها أو تفتيشها طالما أنها إما فارغة أو تم إعلانها منطقة غير عسكرية.

وجاء في مسودة الاتفاق أن "هذه الضمانات لا تنطبق على السفن الحربية والسفن المدنية التي تحمل بضائع عسكرية (باستثناء النقل البحري الذي يتفق عليه الطرفان في إطار المهام الدولية)". كما ورد فيها أن "الجمهورية التركية تبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بأنه تم التوصل إلى الاتفاق ويجري تنفيذه من خلال وساطة الجمهورية التركية". "يدخل الاتفاق حيز التنفيذ فور الإعلان عنه".

وساعدت تركيا والأمم المتحدة في التوسط في مبادرة حبوب البحر الأسود، وهي صفقة تم التوصل إليها في يوليو/تموز 2022، وسمحت بتصدير آمن لنحو 33 مليون طن متري من الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود. لكن روسيا انسحبت من الاتفاقية في يوليو 2023، واشتكت من أن صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة تواجه عقبات خطيرة كان يفترض أن تزيلها الدول التي أصدرت عقوبات بحق موسكو على خلفية غزوها أوكرانيا.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون