انخفاض أسبوعي للنفط والأسهم.. والذهب يصعد متحدياً الدولار والسندات

22 سبتمبر 2023
مخاوف من المزيد من التشديد النقدي من جانب البنك المركزي الأميركي (أسوشييتد برس)
+ الخط -

تتجه أسعار النفط العالمية إلى تسجيل انخفاض أسبوعي مع قرب انتهاء تداولات يوم الجمعة، في الوقت الذي يرتفع الذهب متحديا قوة الدولار وصعود عوائد سندات الخزانة الأميركية، ويتراجع الين بعد تمسك بنك اليابان بسياسته النقدية، وتنحو الأسهم الأوروبية باتجاه انخفاض أسبوعي مع احتمالات رفع الفائدة لفترة أطول.

في التفاصيل، ارتفعت أسعار النفط اليوم، إذ تغلبت المخاوف من احتمال أن يؤدي حظر روسي على صادرات الوقود إلى تقليص إمدادات النفط العالمية على القلق من أن زيادة أخرى محتملة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قد تؤثر سلبا على الطلب على الوقود.

وصعدت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.2% إلى 93.51 دولارا بحلول الساعة 01:03 بتوقيت غرينتش، فيما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.3% إلى 89.86 دولارا، وفقا لبيانات وكالة "رويترز".

ويتجه الخامان القياسيان لتسجيل تراجع أسبوعي طفيف بعد ارتفاع بأكثر من 10% على مدار الأسابيع الثلاثة السابقة وسط مخاوف بشأن نقص الإمدادات العالمية مع استمرار منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها في التحالف المعروف باسم "أوبك+" في تخفيضات الإنتاج.

وأعلنت الحكومة الروسية أمس الخميس، حظرا مؤقتا وبأثر فوري على تصدير البنزين والديزل إلى جميع الدول فيما عدا أربع دول سوفيتية سابقة بهدف تحقيق استقرار في سوق الوقود المحلية. وتسبب الحظر، الذي سيجبر مشتري الوقود الروسي على البحث عنه في أماكن أخرى، في ارتفاع العقود الآجلة لزيت التدفئة بنحو 5% أمس الخميس.

وأبقى بنك الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) يوم الأربعاء، على أسعار الفائدة، لكنه تمسك بموقفه بشأن تشديد السياسة النقدية وتوقع زيادة بربع نقطة مئوية قبل نهاية العام. وأدى ذلك إلى تزايد المخاوف من أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يؤدي إلى تثبيط النمو الاقتصادي والطلب على الوقود، فيما ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ أوائل مارس/آذار، علما أن ارتفاع الدولار يجعل النفط وغيره من السلع الأولية أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين بعملات أخرى.

الذهب والمعادن الثمينة

وفي سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب اليوم، رغم ضغوط قوة الدولار وصعود عوائد سندات الخزانة الأميركية، فيما يعكف المستثمرون على تقييم قرارات بنوك مركزية كبرى بالتمسك بأسعار الفائدة المرتفعة.

وصعد سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1923.29 دولارا بحلول الساعة 03:50 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أمس الخميس أكبر انخفاض يومي منذ 5 سبتمبر/أيلول. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب أيضا 0.2% إلى 1943.1 دولارا.

وأعلنت البنوك المركزية في أكبر اقتصادات بالعالم تمسكها بإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة طالما كان هذا ضروريا لكبح التضخم. واستقر الدولار قرب أعلى مستوى في 6 أشهر وسط توقعات ببقاء أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مرتفعة لفترة أطول، في حين ارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى في 16 عاما.

وعادة ما يشتري المستثمرون الذهب كوسيلة للتحوط في أوقات الضبابية الاقتصادية، إلا أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤثر على أسعار السبائك التي لا تدر عوائد ويتم تسعيرها بالدولار. وتتوقع الأسواق بنسبة 45% أن يرفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة مرة أخرى قبل نهاية العام.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4% إلى 23.47 دولارا للأوقية، وتتجه لتسجيل أفضل أداء في 4 أسابيع. وزاد البلاتين 0.7% إلى 925.77 دولارا، وقفز البلاديوم 0.8% إلى 1272.85 دولارا.

سوق العملات

هذا وانخفض الين اليوم، بعد أن أبقى بنك اليابان المركزي على سياسته النقدية فائقة التيسير، فيما ظل الدولار قرب أعلى مستوى له في 6 أشهر وسط توقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول في الولايات المتحدة.

وهبطت العملة اليابانية بما يقارب 0.4% مقابل الدولار بعد أن أبقى بنك اليابان على أسعار الفائدة عند مستوياتها المنخفضة للغاية وكذلك على توجيهاته بشأن الفائدة المنخفضة في المستقبل، رغم تصريح محافظ البنك كازو أويدا في وقت سابق من هذا الشهر بأن بنك اليابان قد يكون لديه بيانات كافية قبل نهاية العام لتحديد ما إذا كان يمكن إنهاء معدلات الفائدة السلبية.

وأبقى بنك اليابان على أسعار الفائدة عند مستوياتها المنخفضة للغاية اليوم، وكذلك على توجيهاته بشأن الفائدة المنخفضة في المستقبل، مما يعني أن المركزي الياباني ليس في عجلة من أمره للخروج من سياسته التحفيزية. وفي اجتماع استمر يومين وانتهى اليوم، أبقى بنك اليابان على فائدة بنسبة 0.1% تدفعها المؤسسات المالية على الاحتياطيات الفائضة المودعة لدى البنك المركزي، كما أبقى على عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات عند نحو 0%.

وهوى الين إلى أدنى مستوى في عشرة أشهر في الجلسة السابقة على خلفية ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية. وارتفع الدولار أمام سلة من العملات 0.11% إلى 105.51، وهو مستوى ليس ببعيد عن أعلى مستوى له في ستة أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة عند 105.74.

وتراجع اليورو 0.13% إلى 1.0649 دولار، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى في ستة أشهر عند 1.0617 دولار في الجلسة السابقة.

كما هبط الجنيه الإسترليني 0.15% إلى 1.22765 دولار، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر تقريبا عند 1.22305 دولار أمس الخميس، بعد أن أوقف "بنك إنكلترا" المركزي سلسلة طويلة من زيادات أسعار الفائدة.

بورصات الأسهم

إلى ذلك، تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم، وهي تتجه لإنهاء أسبوع حافل بقرارات بنوك مركزية على انخفاض، وذلك في الوقت الذي تخلص فيه تقييمات المستثمرين إلى احتمالات بقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة لبعض الوقت.

وبحلول الساعة 07:09 بتوقيت غرينتش، انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6% بعد أن أنهى الجلسة السابقة متراجعا بأكثر من 1%، إذ حذا "بنك إنكلترا" حذو البنك المركزي الأميركي وثبت أسعار الفائدة، لكنه عبر عن اعتقاده أن مهمته لم تنته بعد.

وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا 0.3%، وهبطت أسهم الشركات العقارية 1.1%، وتراجعت أسهم البنوك 0.4%.

وهبط سهم "ستيلانتيس"، الشركة الأم لـ"كرايسلر"، بنحو 1% مع اقتراب شركات صناعة السيارات الثلاث في ديترويت والنقابة التي تمثل عمال الشركات الأميركية بنظام الأجر بالساعة من الموعد النهائي للوصول إلى اتفاقات جديدة بشأن العمالة قبل أن يتوسع الإضراب الحالي ليشمل المزيد من المصانع.

وقال معهد الإحصاء الوطني إن الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا نما 0.5% في الربع الثاني من العام، وعدل تقديراته لشهر يوليو/تموز بالرفع من نمو 0.4%.

وفي بريطانيا، أظهرت بيانات رسمية اليوم، أن مبيعات التجزئة تعافت جزئيا في أغسطس/آب مقارنة بيوليو/تموز الذي شهد هطول أمطار غزيرة، مما يزيد من الدلائل على تأقلم المستهلكين في البلاد مع ضغوط تكاليف المعيشة.

وقال مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني إن حجم المبيعات ارتفع 0.4% على أساس شهري بعد انخفاض بنسبة 1.1% في يوليو.

وفي طوكيو، قلصت الأسهم اليابانية الخسائر الحادة التي سجلتها في مستهل التعاملات اليوم، بعد إبقاء البنك المركزي على برامج التحفيز دون تغيير، مشيرا إلى أنه ليس في عجلة من أمره للتحول إلى التشديد النقدي.

وأنهى المؤشر "نيكاي" اليوم منخفضا 0.52% عند 32402.41 نقطة بعد أن هوى إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع تقريبا عند 32154.53 نقطة في وقت سابق اليوم، مقتفيا الانخفاضات الحادة في "وول ستريت" وسط مخاوف من المزيد من التشديد النقدي من جانب البنك المركزي الأميركي.

وقلص المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقا خسائر حادة بلغت 1.2% لينهي اليوم منخفضا 0.3% فقط.
وجاء إعلان بنك اليابان في أثناء فترة راحة منتصف اليوم في سوق الأسهم.

المساهمون