يشير حجم التداولات العقارية في قطر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى استقرار السوق العقاري، وتوقع خبراء واستشاريون انتعاش السوق مع البدء التدريجي في تنفيذ خطة رفع القيود المفروضة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، وعودة الحياة إلى طبيعتها في نهاية يوليو/ تموز المقبل.
وقفزت قيمة التداولات العقارية في قطر خلال مايو/ أيار الماضي، بنسبة 32.5%، وبلغت 2.47 مليار ريال (678 مليون دولار)، مقارنة بشهر إبريل/ نيسان الماضي، رغم اقتصار التداولات على فترة ثلاثة أسابيع فقط بسبب عطلة عيد الفطر.
وكشف مؤشر إدارة أبحاث السوق بشركة "يوتوبيا للعقارات"، الصادر اليوم الأربعاء، أن 66% من قيم الصفقات العقارية المسجلة تركزت في بلدية الدوحة، عبر مجموعة من الصفقات، من أبرزها بيع برج سكني في منطقة اللؤلؤة بقيمة 1.21 مليار ريال لتستحوذ تلك الصفقة وحدها على أكثر من 41% من تداولات شهر مايو/ أيار، كما سجلت الدوحة ثاني أعلى صفقة عبر بيع مجمع سكني في منطقة عنيزة بقيمة 223.4 مليون ريال.
وبحسب المؤشر الشهري، بلغ متوسط بيع 159 قطعة أرض فضاء 297 ريالا للقدم المربعة، و متوسط سعر بيع المساكن 458 ريالا للقدم عبر تنفيذ 108 صفقات.
على صعيد تحليل قيم التداولات وفقا للنطاق السعري للصفقات، أوضح مؤشر "يوتوبيا"، أن الصفقات التي تتراوح قيمتها بين مليون و5 ملايين ريال استحوذت على 81% بواقع 228 صفقة، تلتها الصفقات التي تتراوح قيمتها بين 5 و10 ملايين ريال وبلغت 27 صفقة، وشهد الشهر الماضي تنفيذ 6 صفقات تراوحت قيمتها بين 10 و20 مليون ريال، و7 صفقات بقيم تراوحت بين 20 و50 مليون ريال، و3 صفقات بين 50 و100 مليون ريال، وتجاوزت صفقتان الـ 100 مليون ريال.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "هاوس هب" والشريك في "يوتوبيا للعقارات"، محمد فرغلي، إن الصفقات المبرمة خلال الشهر الماضي تكشف عن استمرار بحث المستثمرين عن الفرص العقارية، خاصة عبر شراء الأبراج السكنية في اللؤلؤة، والتي تعد وجهة جاذبة للاستثمارات إلى القطاع العقاري القطري.
وأشار إلى إن صفقات شراء المجمعات السكنية ظهرت جليا عبر ثلاث صفقات في بلديتي الدوحة والريان بقيمة تجاوزت 320 مليون ريال، خاصة أن هذه المجمعات ينتظر أن تستفيد من استضافة الدولة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، عبر مبادرة تأجير "عقارات المونديال" التي أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث
وأكد فرغلي أن الشهور المقبلة التي تشهد انتهاء الإجازات الصيفية، وارتفاع معدلات الحصول على لقاح كورونا إذ تجاوز عدد الملقحين حتى الآن 2.5 مليون شخص، ستشهد تحقيق القطاع العقاري لانتعاشة قوية، خاصة في مدينة لوسيل وضواحيها التي تشهد إقبالا متزايدا على التملك بها من جانب المستثمرين غير القطريين.
مطلوب من المصارف والبنوك العاملة في قطر منح المزيد من التسهيلات التي تمكن الراغبين بشراء عقار من المقيمين والمستثمرين العقاريين، من الحصول على قروض ميسرة بضمان العقار
وتوقع مدير شركة لافينير للاستشارات الهندسية، أحمد هنداوي، بحديثه لـ"العربي الجديد"، انتعاش سوق العقارات في قطر، مع البدء قبل أيام في المرحلة الأولى من خطة الرفع التدريجي للقيود المفروضة جراء جائحة كورونا، لافتا إلى أن حركة السوق لم تتوقف خلال الجائحة التي ظهرت في مارس/ آذار 2020، وكانت حركة التداولات العقارية متأرجحة، وشهدت صفقات مليونية خاصة في اللؤلؤة ومنطقة الأبراج.
وحول تأثير تطبيق قانون تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها، على حركة السوق، أشار هنداوي، إلى أن السماح لغير القطريين بتملك العقارات في مناطق محددة اعتبارا من أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ساهم في عقد صفقات عقارية محدودة حتى الآن، وحتى يصل إلى لعب دور إيجابي، مطلوب من المصارف والبنوك العاملة في قطر منح المزيد من التسهيلات التي تمكن الراغبين بشراء عقار من المقيمين والمستثمرين العقاريين، من الحصول على قروض ميسرة بضمان العقار نفسه.
ولفت إلى أن حجم المعروض من العقارات بأنواعها السكنية والتجارية، يفوق الطلب، فالسوق مكتظة بالعروض وبعضها بسعر مخفض، إلإ أن الطلب خفيف والإقبال على الشراء ضعيف حتى الآن.
وافتتحت وزارتا الداخلية والعدل القطريتان، يوم 5 إبريل/ نيسان الماضي، مكتب تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها في مدينة لوسيل، وذلك بعد افتتاح مكتب مماثل في اللؤلؤة سابقا، وذلك لتقديم خدمات تملك العقارات والانتفاع بها عبر نافذة واحدة للمستثمرين والمتعاملين.
ويقدم المكتب متطلبات البيع والشراء للعقارات والوحدات السكنية والمكاتب في 16 منطقة يجوز فيها لغير القطريين تملك العقارات والانتفاع بها، وشروط وضوابط ومزايا وإجراءات تملكهم لها وانتفاعهم بها، ويمكّن المكتب المستفيدين من الحصول على سند الملكية في أقل من ساعة، وإصدار الإقامة فور انتهاء إجراءات الملكية أو الانتفاع، وذلك في حال كان عقار المتملك أو المنتفع ضمن الفئة التي لا تقل قيمتها عن 730 ألف ريال، أي ما يعادل 200 ألف دولار، بحيث يحصل مالك العقار من هذه الفئة على إقامة له ولأسرته بدون مستقدم طيلة فترة تملكه العقار.
كما سيحصل صاحب العقار أو المنتفع به، بالإضافة إلى الإقامة له ولأسرته، على مزايا الإقامة الدائمة التي تشمل الصحة والتعليم والاستثمار في بعض الأنشطة التجارية في حال كانت قيمة العقار لا تقل عن 3 ملايين و650 ألف ريال، أي ما يعادل مليون دولار.
مارينا لوسيل والخليج الغربي تحافظان على صدارتهما كأفضل أماكن المساحات المكتبية التي يرغب فيها المُستأجرون
ومازال الطلب من المُستأجرين الدوليين منخفضا، على مختلف المواقع داخل قطر، بحسب تقرير شركة "كوشمان ووكفيلد قطر" للاستشارات العقارية، الذي صدر أخيرا، فإن تأسيس هيئة للمناطق الحرة في قطر يلعب دورا أساسيا في جذب الاستثمارات الداخلية وتوفير الطلب على المساحات المكتبية بعد تجاوز الوباء.
وأوضح التقرير أن منطقتي مارينا لوسيل والخليج الغربي تحافظان على صدارتهما كأفضل أماكن المساحات المكتبية التي يرغب فيها المُستأجرون، مشيرًا إلى أن لوسيل تجذب السكان نظرا لجودة المحاور المرورية، والبنية التحتية، وتوفر مواقف السيارات، وأسعار الإيجار التنافسية، واستقرار عدد من الوزارات و الجهات الحكومية في المنطقة.
وبيّن التقرير أن المعروض من المساحات المكتبية من الدرجة الأولى في لوسيل يتجاوز 600 ألف متر مربع، و يُعد مجمع "هيرماس" للأعمال أحدث العقارات المكتبية التي طرحت في السوق، لافتًا إلى أن معدلات الإشغال مُنخفضة نسبيا بسبب الارتفاع الحاد في المعروض الجديد؛ وتوقع اتجاها في انتقال الشاغلين إلى لوسيل في السنوات المقبلة مع اكتمال كل الخدمات.