اليمن السعيد والتآمر على ثورته وثروته

23 سبتمبر 2014
الحوثيون يحكمون السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء(Getty)
+ الخط -

عندما خرج الشباب اليمني في ثورة نظيفة في فبراير 2011 رافعا شعار "الشعب يريد يمن جديد"، لم يدرك هؤلاء أن اليمن الجديد ما هو إلا كابوس مفزع لم يعد للشباب فيه مكان، بل المكان صار للمتآمرين على ثورتهم، وأن هذا اليمن الذي كان يحلم به الشباب تعرض لمؤامرة أدت إلى سيطرة أنصار الحوثي على المشهد السياسي والأمني.
وبدلاً من أن ينتظر الشباب يمناً غنياً اقتصادياً بموارده، يمناً بلا بطالة أو فقر أو فساد، وجدوا أنفسهم، عقب مرور 40 شهرا على ثورتهم، أمام يمن ليس سعيداً، يمن فقير اقتصادياً ولا يجد من يساعده أو يحنو عليه من الجيران.
وبعد أن كان الشباب يرفعون شعار العدالة الاجتماعية، ويطالبون بحقوقهم الاقتصادية وجدوا أمامهم يمنا تزداد فيه رقعة الفساد اتّساعا، ويشهد تدهورا في الأمن وتردياً في الخدمات الأساسية، وارتفاعاً لنسبة الفقر إلى 54.5% من السكان، والبطالة إلى 60% بين الشباب، وجدوا يمنا يعاني نحو 44% من أبنائه الجوع.
لم يجدوا يمنا جديدا، بل يمنا غارقا في الأزمات ويحتاج إلى أكثر من 12 مليار دولار لمعالجة المشاكل التي تعصف به، ولا يجد من يمد يده له، بلد بات من الدول الأشد فقراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث وصلت مستويات سوء التغذية بين الأطفال فيه إلى نحو 59%.
وبعد أن كان الشباب يمنّي نفسه بغد أفضل، وجدوا أمامهم بلدا 40% من سكانه، لا يعرفون كيف يدبرون وجبتهم التالية، شباب الثورة وجدوا (اليمن الجديد) يواجه أكبر أزمة إنسانية في تاريخه ويعيش وضعا اقتصاديا صعبا، بسبب عدم الاستقرار السياسي، وفشل الإصلاحات الاقتصادية وانتشار أعمال التخريب التي تتعرّض لها أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء، مع تفاقم مشكلة الوظائف الوهمية.
وللأسف، بدلاً من أن تمد الدول الغنية المجاورة لليمن يدها لانتشاله من أزمته الاقتصادية الطاحنة راحت تعاقبه على ثورته، اليمن يعيش هذه الأيام أسوا أزمة في تاريخه، وإن لم يسارع المجتمع العربي لإنقاذه فسيتحول إلى دولة اللادولة.
المساهمون