الولايات المتحدة تحشد حلفاءها في حرب الرقائق ضد الصين

22 مايو 2023
تعتمد الصين على إمدادات ثابتة من الرقائق الأجنبية في تصنيع الإلكترونيات (فرانس برس)
+ الخط -

قالت الولايات المتحدة إنها ستعمل مع الحلفاء لمعالجة "تشويه أسواق رقائق الذاكرة بسبب تصرفات الصين"، بعدما أعلنت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين أن منتجات صنعتها شركة ميكرون الأميركية لصناعة رقائق الذاكرة لم تجتز مراجعتها لأمن الشبكات.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة الأميركية في بيان، وفقاً لوكالة "رويترز": "إننا نعارض بشدة القيود التي لا أساس لها في الواقع".

وتابع: "هذا الإجراء إلى جانب.. استهداف شركات أميركية أخرى يتعارض مع تأكيدات الصين بأنها تفتح أسواقها وتلتزم بإطار تنظيمي شفاف".

إجراءات صينية

وقالت هيئة الأمن السيبراني الصينية في بيان، إنها ستمنع مشغلي البنية التحتية للمعلومات في الصين من الشراء من الشركة، مشيرة إلى أن منتجات ميكرون تشكل مخاطر أمنية جسيمة على الأمن القومي.

ويشمل تعريف الصين الواسع للبنية التحتية للمعلومات الحيوية قطاعات تراوح من النقل إلى الرعاية الصحية.

وأقرت الصين أخيرا تعديلات على قانون مكافحة التجسس تدخل حيز التنفيذ في الأول من تموز/يوليو، توسع نطاق مفهوم التجسس وتحظر نقل معلومات على ارتباط بالأمن القومي خارج الحدود الصينية.

وأغلقت الشرطة الصينية وفقا لوكالة "فرانس برس"، مكاتب شركة المحاسبة الأميركية "مينتز غروب" في بكين في مارس/آذار الماضي، واعتقلت 5 من موظفيها.

وفي الشهر التالي، أعلنت شركة باين أند كومباني الأميركية العملاقة للاستشارات في مجال الاستراتيجية وإدارة الأعمال أن السلطات استجوبت بعض موظفيها في شنغهاي.

كما داهمت الشرطة عددا من مكاتب شبكة "كابفيجن" الدولية التي تدير أكبر شبكة من الخبراء في الصين، في إطار  حملة أوسع نطاقا تهدف إلى إعادة تنظيم قطاع الاستشارات.

قيود أميركية

يأتي ذلك رداً على إجراءات أميركية سابقة بحق شركات صينية أيضا بدعوى حماية الأمن القومي، حيث فرضت الولايات المتحدة العام الماضي، قيودا على حصول الصين على الرقائق المتطورة ومعدات صناعة الرقائق والبرمجيات المستخدمة لتصميم أشباه الموصلات.

كما أدرجت واشنطن شركات صينية ضمن لائحة سوداء، من بينها شركة "يانغتسي ميموري تكنولوجيز" المنافسة لشركة "ميكرون".

وبررت واشنطن قرارها بمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وقالت إنها تريد منع القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات الصينية من الحصول على "تقنيات حساسة ذات استعمالات عسكرية".

وفرضت الولايات المتحدة قيودا على مبيعات منتجات الشركات المحلية المعنيّة في الخارج.

كما تسعى إلى إقناع حلفائها الرئيسيين بأن يحذوا حذوها، حيث أعلن أخيرا كل من هولندا واليابان - وكلاهما مصنعان رائدان لمعدات تكنولوجيا أشباه الموصلات المتخصّصة - عن قيود جديدة على تصدير منتجات معينة، لكنهما لم تذكرا الصين صراحة.

شريان حياة

والرقائق هي شريان الحياة للاقتصاد العالمي الحديث، فهي تستخدم في تشغيل كل شيء من السيارات إلى الهواتف الذكية، ومن المتوقع أن تصبح صناعة بقيمة تريليون دولار على مستوى العالم بحلول عام 2030.

وتظهر حيوية هذه الصناعة في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي تعتمد على إمدادات ثابتة من الرقائق الأجنبية في تصنيع الإلكترونيات.

العام 2021، استوردت الصين أشباه موصلات بقيمة 430 مليار دولار، وهو مبلغ أكبر مما أنفقته على استيراد النفط.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون