أسعار النفط تعزز مواقعها فوق أعلى مستوى في 7 سنوات مع تسارع طبول الحرب بين روسيا وأوكرانيا

14 فبراير 2022
موظفون في موقع لإنتاج النفط بجزيرة سخالين قبالة الساحل الشرقي لسيبيريا (Getty)
+ الخط -

صعدت أسعار النفط في مستهل تعاملات اليوم الإثنين، إلى أعلى مستوى لها في أكثر من 7 سنوات لتعزز المكاسب التي حققتها على مدار ثمانية أسابيع متتالية في ختام تعاملات الجمعة الماضي، مع تزايد احتمالية نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا ما يؤثر على إمدادات الطاقة عالمياً.

وفشلت محاولات دبلوماسية عدة، على مدار الأيام الأخيرة، في تهدئة التوترات بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك مكالمة هاتفية بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.

وحذر البيت الأبيض بشكل متكرر على مدار الأيام الماضية، من أن غزو روسيا لأوكرانيا قد يكون وشيكاً، فيما تنفي موسكو أنها تخطط لمهاجمة جارتها الأصغر.

وارتفع سعر خام برنت لشهر إبريل/ نيسان المقبل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة، بنسبة 1.1% في مستهل التعاملات، اليوم، إلى 95.47 دولاراً للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مارس/آذار إلى 94.94 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2014.

ولاحقاً عند الإغلاق يوم الاثنين، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 2.04 دولار توازي 2.16% لتبلغ عند التسوية 96.48 دولاراً. وقفزت كذلك العقود الآجلة للخام الأميركي 2.36 دولار أو 2.53% إلى 95.46 دولاراً.

يأتي صعود النفط في مستهل أسبوع التداول، اليوم، بعد مكاسب على مدار ثمانية أسابيع متتالية، لتعد الأطول منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل ظهور المتحور أوميكرون من فيروس كورونا.

ويهدد غزو أوكرانيا، إلى جانب العقوبات الانتقامية بقيادة الولايات المتحدة، بتقلب تدفقات الطاقة العالمية، وفق محللين في قطاع الطاقة ومؤسسات مالية عالمية.

وقال إدوارد مويا، محلل السوق لدى مؤسسة "أواندا" للاستشارات في مذكرة وفق وكالة رويترز إنه إذا حدث تحرك للقوات، فسوف يرتفع خام برنت فوق مستوى 100 دولار للبرميل بكل سهولة.

وأضاف مويا: "ستظل أسعار النفط متقلبة للغاية وعرضة للتطورات المتزايدة في ما يتعلق بالوضع في أوكرانيا".

تأتي حالة التوتر في الوقت الذي تواجه فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها وهي مجموعة تعرف باسم "أوبك+" صعوبات لزيادة الإنتاج، رغم التعهدات التي تصدر شهرياً بزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً حتى مارس/ آذار المقبل.

ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية، اليوم، عن هوي لي، الخبير الاقتصادي في شركة Oversea Chinese Banking Corp، قوله إن ارتفاع النفط إلى 100 دولار للبرميل يلوح في الأفق.

وأضاف: "الصراع الشامل بين روسيا وأوكرانيا قد يجعل النفط الخام أعلى من ذلك بكثير"، موضحاً أن "قيود العرض هي المحرك الرئيسي لارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار، حتى مع بقاء الطلب عند المستويات الحالية".

ووفق مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في تصريحات لشبكة "سي أن أن"، أمس الأحد، فإن هناك "احتمالاً واضحاً" للقيام بعمل عسكري كبير قريباً جداً. وفي نفس اليوم، تحدث بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأخبره أن الولايات المتحدة وغيرها سيتصرفون "بسرعة وحسم" في مواجهة أي عدوان.

"مورغان" يتوقع بلوغ النفط 125 دولاراً

هذا ورجح "بنك جيه بي مورغان" اليوم الاثنين، أن يؤدي النقص في إنتاج مجموعة أوبك+ والمخاوف بشأن الطاقة الانتاجية الفائضة إلى استمرار شح الامدادات بسوق النفط، مما قد يدفع الأسعار للارتفاع إلى 125 دولارا للبرميل في الربع الثاني من العام.

وقال البنك في مذكرة بتاريخ 11 فبراير/شباط "من المنتظر أن يرتفع عجز المعروض في 2022، حيث من المستبعد أن تعدل أوبك+ عن زيادات الحصص المستهدفة، مما سيؤدي إلى زيادة علاوة المخاطر بأكثر من 30 دولاراً للبرميل فوق أسعار النفط".

المساهمون