النظام السوري يزيح شركة مخلوف "الإنسانية" عن مجلس إدارة "سيريتل"

04 يوليو 2021
الصراع بين الأسد ومخلوف دخل مرحلة اللاعودة (العربي الجديد)
+ الخط -

أصدر الحارس القضائي لشركة "سيريتل" للاتصالات الخلوية المعين من قبل حكومة النظام السوري، قراراً أسقط بموجبه عضوية شركة "راماك للمشاريع التنموية والإنسانية" التي يملكها رامي مخلوف، من مركزها في رئاسة وعضو مجلس إدارة شركة "سيريتل".
ونشر "سوق دمشق للأوراق المالية"، قبل يومين، صورة عن القرار الصادر عن الحارس القضائي، وحمل رقم "27"، وعنون بتاريخ 15 من يونيو/حزيران الماضي.
ونص القرار على إلغاء المركزين اللذين كانت الشركة تشغلهما في مجلس إدارة "سيريتل"، وهما مركز رئيس مجلس الإدارة، ومركز عضو مجلس الإدارة، حيث يبلغ رأسمال "سيريتل" المعلن عنه مبلغ 3.350 مليارات ليرة (نحو 1.3 مليون دولار)، تعود لـ6.308 مساهمين، أبرزهم "راماك للمشاريع التنموية والإنسانية"، التي يرأس مجلس إداراتها رامي مخلوف، بنسبة تصل إلى 40%.
كما جاء في القرار أن شركة صندوق المشرق الاستثماري المساهمة أعلنت أيضاً استقالتها من كافة مناصبها في مجلس إدارة "سيريتل" لأسباب خاصة، حيث كانت تشغل مركزي عضو ونائب رئيس مجلس الإدارة.

وفي مايو/أيار 2020، أفصحت "سيريَتل" عن استقالة إيهاب محمد مخلوف من عضوية مجلس إدارة الشركة، وتم تعيين "شركة صندوق المشرق الاستثماري" ممثلة في "علي رامي مخلوف"، عضواً في مجلس الإدارة بدل العضو المستقيل.
ويأتي إسقاط شركة "راماك" ضمن صراع "مخلوف" مع حكومة النظام، والذي بدأ منذ عدة أشهر، وبدأ بالحجز على أملاك ابن خال رئيس النظام وزوجته وأولاده، مرورا بتعيين حارس قضائي على شركة "سيرتيل".

قرار سيريتل في سورية (وسائل التواصل)

وكان رامي مخلوف قال، في مقطع مصور على صفحته في "فيسبوك" في نيسان/إبريل الفائت، إن النظام طلب منه التنحي عن إدارة شركاته، بما في ذلك شركة "سيريتل". كما تحدث عن تهديدات من أشخاص لم يحددهم بإلغاء ترخيص شركة "سيريتل" ومصادرة أصولها إذا لم يمتثل.
مفترق طرق
وحول أسباب هذا القرار وتداعياته، قال المحلل الإقتصادي يونس كريم لـ"العربي الجديد" إن إلغاء عضوية شركة رامي مخلوف في "سيرتيل" يحمل عدة دلالات، أولها "دخول الصراع إلى مرحلة خارجية، من خلال إعلان رامي مخلوف لهذا الأمر قبل حكومة النظام قبل أيام".

وأضاف أن "الصراع تعدّى حالة التنافس بين رامي مخلوف وداعميه، وبين زعماء الحرب الذي تمثل واجهته أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، ودخل مرحلة اللاعودة بين الطرفين، بعد خسارة مخلوف لشركته الأهم سيرتيل بشكل فعلي من خلال هذا القرار".

ورأى ذات المصدر أن "مخلوف قد يتوجه إلى حالة صراع أكثر حدة بعد الإجراء الأخير، من خلال فضح صفقات أو ربما عمليات اغتيال على الأرض، في حين أن الخيار الأخطر على النظام هو ترك "مخلوف" وطبقته البرجوازية للساحة تماما، وتصبح اللعبة خارجية".
وأشار كريم إلى أن رسالة مخلوف الأخيرة قبل أيام، والتي شدد فيها على عزمه مواصلة الحرب ضد من دعاهم "أثرياء الحرب"، يحمل رسالة "تصعيدية بأنه سيستخدم كافة أوراقه حتى النفس الأخير، في حين أن رسالة النظام اليوم واضحة وهي أن "عليك أن تخرج من الواجهة الإقتصادية الجديدة بشكل كامل".
وقبل أيام، نشر "مخلوف" تسجيلاً مصوراً على صفحته على "فيسبوك"، تحت عنوان "الرد على المرتد"، تضمّن حديثه عن مخاطرته بنفسه لتحقيق معجزة سيكون فيها مثل النبي موسى، وعن خطط شيطانية لنهب الشعب بدون أن يشعر، كما أشار إلى تصاعد نفوذ إيران، متحدثاً عن شراكتها في المشغل الثالث الجديد في سورية.

المساهمون