النظام السوري يتجه لتعاون اقتصادي أوسع مع الجزائر

17 يوليو 2022
يأتي الإعلان عن هذه الخطوة عقب تقارب جزائري سياسي مع النظام السوري (Getty)
+ الخط -

أعلنت حكومة النظام السوري، اليوم الأحد، عن تشكيل مجلس الأعمال السوري-الجزائري بهدف تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين بكل مجالاته التجارية والصناعية والزراعية والسياحية.

وقالت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية التابعة للنظام، في منشور على "فيسبوك"، إن وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل أصدر قرارا يقضي بتشكيل مجلس الأعمال السوري الجزائري المشترك، بهدف تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين بكل مجالاته التجارية والصناعية والزراعية والسياحية، وعيّن عن الجانب السوري خالد الزبيدي رئيسا للمجلس.

ويأتي القرار بعد أن أبدى سفير النظام السوري في الجزائر نمير وهيب الغانم، العام الماضي، رغبة النظام السوري بإعادة تشكيل المجلس الاقتصادي المشترك، واعتبر أن القطاع الخاص ضروري لإعادة التواصل التجاري في ظل العقوبات الغربية المفروضة على النظام.

كما يأتي الإعلان عقب تقارب جزائري سياسي مع النظام السوري، برز في دعوة الدول العربية لإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية وفي تصريحات أطلقها بشار الأسد يشيد بدور الجزائر وعلاقاته الثابتة معها.

قرار "معنوي"

وحول دلالات هذه الخطوة اقتصاديا وتأثيراتها، وصف المحلل الاقتصادي السوري يونس الكريم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، القرار بأنه "معنوي أكثر من كونه مادياً"، مضيفا أن غرف الأعمال في سورية كانت فاعلة ما بين 2005 و2010، وكانت حينها تضم الكثير من رجال الأعمال.

ورأى الكريم أن النظام من خلال هذه الخطوة يسعى لإظهار أن الأمور بدأت تعود لسابق عهدها، كما اعتبر أن تأسيس مجلس الأعمال يهدف لتقوية وضع النظام السوري لدى الطبقة السياسية في الجزائر، وكسر حلقة العقوبات الغربية المفروضة على نظام الأسد.

وأكد أن عودة العلاقات التجارية بين الجزائر والنظام قد تشجع بلداناً أخرى، مثل تونس ومصر وكثير من الدول التي لا ترغب بتطبيع العلاقات السياسية بشكل مباشر.

ولفت المحلل الاقتصادي إلى أن القرار يحمل أيضا رسائل داخلية موجهة للتجار والمستثمرين توحي بأن الأمور في سورية بدأت تعود لسابق عهدها قبل الحرب، وبأن الأسد يستطيع دعم الصادرات السورية والالتفاف على العقوبات.

محلل اقتصادي: القرار يحمل أيضا رسائل داخلية موجهة للتجار والمستثمرين توحي بأن الأمور في سورية بدأت تعود لسابق عهدها قبل الحرب

 وأردف: "يبقى السؤال الأهم هو مدى جدية هذا المجلس وهل سيكون حقيقيا أم صوريا؟، لا سيما أن الجزائر أيضا تعاني من صعوبات اقتصادية، كما أن النظام محكوم بعقوبات تقيّد حركته".

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي تستعد بلاده لاحتضان القمة العربية المقبلة، صرّح لوسائل إعلامية في شهر فبراير/ شباط الفائت بأن "الجزائر وفية لمبادئها الدبلوماسية، ولا نقبل أن يُمس أي شعب عربي أو دولة عربية بسوء، وسورية من الدول المؤسسة للجامعة العربية وهذا ما نعمل عليه في الواقع".

كما أشاد رئيس النظام السوري بالجزائر وقال في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، نشرت في 9 يونيو/ حزيران، إن "الوزن الوحيد لهذه القمة أنها تعقد في الجزائر، هذه حقيقة وأنا لا أجامل، لأن علاقة سورية مع الجزائر بكلّ الظروف منذ الاستقلال عن الفرنسي في أول السبعينيات حتى اليوم هي علاقة ثابتة".

المساهمون