الناخب الأميركي... الحائر القلق

07 نوفمبر 2022
بايدن فشل في اقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط/الأناضول
+ الخط -

فشل جو بايدن في خفض أسعار البنزين والسولار داخل الأسواق الأميركية، كما فشلت ضغوطه المتواصلة في إقناع حلفاء الولايات المتحدة من كبار منتجي النفط بزيادة الإنتاج، وهو ما كان يراهن عليه في خفض سعر منتجات الطاقة والمشتقات البترولية.

وفشلت ضغوط بايدن المستمرة على السعودية، أكبر مصدر للنفط من داخل منظمة أوبك، وغيرها من دول الخليج، بهدف دفعها نحو زيادة إنتاجها ووقف التحالف مع روسيا ضمن "أوبك+"، بل والدخول في حرب سعرية تتهاوى بعدها أسعار النفط كما جرى في الربع الاول من عام 2020.

داخلياً، فشل بايدن أيضاً في خفض مستوى البطالة واحتواء موجة غلاء الأسعار ووضع حد لمعدل التضخم، الذي قفز لأعلى مستوى في 4 قرون، وحماية الأسواق الأميركية من موجة التضخم العالمية التي زادت حدتها عقب اندلاع حرب أوكرانيا.

فشل بايدن في خفض البطالة واحتواء موجة غلاء الأسعار ووضع حد للتضخم، الذي قفز لأعلى مستوى في 4 قرون، وحماية الأسواق

ساعدت في ذلك الفشل تنبؤات وتقديرات خاطئة للإدارة الأميركية والبنك الفيدرالي الأميركي، تتعلق بنسب معدل التضخم وسرعته المتوقعة، وما إذا كان التضخم سيتحول إلى جامح أم سيتباطأ بمرور الوقت.

ورغم زيادة سعر الفائدة على الدولار 6 مرات خلال العام الجاري، وتوقعات زيادتها لأكثر من 5% في العام المقبل، إلا أنه لا يوجد مؤشر على وضع نهاية قريبة للتضخم العنيف، الذي يضغط بقوة على المواطن وقدرته الشرائية ويحرمه من السفر والترفيه، بل وعيش حياه كريمة وبلا ضغوط معيشية.

على مستوى الاقتصاد الكلي، فإنّ الولايات المتحدة ذاهبة إلى ركود تضخمي قد تفوق حدته الكساد الكبير في العام 1929 الذي استمر نحو 10 سنوات، وزيادات قياسية في الدين العام، وتراجع في معدل النمو، ودولار قوي قد يؤثر سلباً على الصادرات الخارجية وقطاع الخدمات.

كما أن قطاع الأعمال الأميركي والشركات في موعد مرتقب مع حالات إفلاس جماعية وموجة تسريحات للموظفين وتراجع الأرباح.

"حيتان وول ستريت" ليسوا أفضل حظا من الموطن، في ظل توقعات قوية بحدوث تراجع حاد في أسواق المال والبورصات وأسعار الأسهم

"حيتان وول ستريت" وكبار أثرياء الولايات المتحدة ليسوا أفضل حالا وحظا من الموطن العادي، في ظل "انتقام الاقتصاد التقليدي"، وتوقعات قوية بحدوث تراجع حاد في أسواق المال والبورصات وأسعار الأسهم الأميركية، خاصة مع العوائد الضعيفة وموجة تراجع في الأرباح وزيادة تكلفة الإنتاج.

وسط كل هذا الجو الملبد وشديد التوتر وزيادة منسوب الاستقطاب غير المسبوق منذ سنوات، تجرى، غدا الثلاثاء، انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، وهو الاستحقاق الذي يحاول دونالد ترامب وحزبه الجمهوري العودة عبره إلى واجهة الأحداث وقيادة السياسة الأميركية، وأن تكون نتيجة الانتخابات مقدمة لعودة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة في العام 2024.

بايدن وحزبه الديمقراطي بات في وضع حرج، خاصة أن غلاء أسعار الوقود والمواد الغذائية وإيجار السكن بشكل كبير ووصول التضخم إلى مستويات قياسية، يعدان قضية بالغة الحساسية للناخب الأميركي، وأن زيادة سعر جالون السولار أو البنزين قد يغير رأي المواطن حينما يدلي بصوته الانتخابي.

كما أن تآكل المدخرات وتوجيهها لتغطية المصاريف المرتفعة أمر يثير حنق المستهلك على الحزب الحاكم. أضف إلى ذلك مؤشرات أخرى قد تبدو أكثر خطورة منها زيادة الغبن الاجتماعي وعدد الفقراء، وتآكل الطبقة المتوسطة، وهي العمود الفقري لأي اقتصاد.

مؤشرات أخرى قد تبدو أكثر خطورة منها زيادة الغبن الاجتماعي وعدد الفقراء، وتآكل الطبقة المتوسطة

فهل سيغير الناخب الحائر والقلق على مستقبله وأوضاعه المعيشية رأيه غدا عندما يدلي بصوته في الانتخابات النصفية للكونغرس.

أم يمط شفتيه ويقول إن الجمهوريين ليسوا بديلاً أفضل من الديمقراطيين، مهما ساءت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وإنّ العالم كله يئن من غلاء الأسعار وموجة تضخم غير مسبوقة لأسعار الأغذية والوقود.

لننتظرْ ونرَ.

المساهمون