أعلن المغرب، اليوم الجمعة، عن الانكباب على دراسة العروض التي توصل إليها من أجل شراء الغاز الطبيعي، ما سيتيح تشغيل محطتي إنتاج الكهرباء المتوقفتين بعد قرار الجزائر عدم تجديد عقد تزويد إسبانيا بالغاز عبر الأنبوب الذي يمر بالمملكة.
وكانت الجزائر قررت عدم تمديد اتفاق الغاز الذي يربطها بالمغرب، والذي كان يقضي بتزويد المغرب بحوالي 640 مليون متر مكعب في العام على مدى عشرة أعوام.
وكان يستعمل الغاز موضوع الاتفاقية الملغاة لتشغيل محطتين لتوليد الكهرباء بالمغرب، حيث يتعلق الأمر بمحطة عين بني مطهر التي تصل طاقتها إلى 470 ميغاواطا ومحطة تهدارت التي تصل طاقتها إلى 385 ميغاواطا.
وقالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم، في مؤتمر صحافي بالرباط، إن لجنة من الشركة الوطنية للماء والكهرباء والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن والوزارة التي تتولى أمرها، تنظر في حوالي 10 عروض مقدمة من قبل موردين.
وأكدت الوزيرة أن توفير الغاز الطبيعي بعد فحص العروض التي تم التوصل إليها، سيكون له تأثير إيجابي على مالية الشركة الوطنية للماء والكهرباء.
وينتظر شراء الغاز بعد الحسم في المزودين، علما أن مسألة عبور الغاز تمت تسويتها عبر مفاوضات مع إسبانيا وفرنسا والبرتغال، كما أوضحت الوزيرة.
ويُرتقب أن تكون تلك البلدان الثلاثة بلدان عبور ومعالجة للغاز الطبيعي قبل إرساله إلى المغرب، كما يمكن استعمال أنبوب الغاز انطلاقا من إسبانيا عبر أنبوب الغاز الذي توقف بقرار من الجزائر.
وينتظر أن يعلن خلال الأيام القليلة القادمة عن المزودين بالغاز، حيث سيتعلق الأمر بعقود متوسط وطويلة الأمد، غير أن الوزيرة لم تكشف عن الكميات التي ستنصبّ عليها تلك العقود.
ويأتي هذا التوجه بعد توقف الإمدادات الجزائرية نحو المملكة عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، حيث يسعى المغرب، كما أوصى بذلك خبراء ومجلس المنافسة، إلى تنويع مصادر التموين في مجال الغاز الطبيعي.
ويؤكد الخبير في مجال الطاقة، المهدي الداودي ضرورة استيراد الغاز من منتجين متعددين قريبين جغرافيا، بما يساعد على إتاحة المادة الأولية للقطاعات الصناعية والمستهلكين.
غير أنه يشدد على ضرورة التوجه أكثر نحو الطاقات المتجددة بهدف إنتاج الكهرباء، بالنظر لانخفاض كلفتها في الأعوام الأخيرة، والاستعاضة بها عن الفحم.
يشار إلى أن الجزائر تمدّ إسبانيا بتسعة مليارات متر مكعب من الغاز، بينما كان المغرب يؤمن جزءا من استهلاكه من الغاز من الإتاوات العائدة له نتيجة لعبور أنبوب الغاز نحو أوروبا، ويغذي الغاز الجزائري محطتي بني مطهر وتهدارت اللتين تساهمان بـ10% في إنتاج الكهرباء بالمغرب.
ولم يوثر توقف مدّ المغرب بالغاز الجزائري على إنتاج الكهرباء، خاصة أن المملكة تتمكن في بعض الأعوام من توفير فوائض على مستوى إنتاج الكهرباء عبر محطات أخرى، مثل تلك التي توجد بمدينة آسفي، تصدرها لبلد مثل إسبانيا، كما أن مشاريع الطاقات المتجددة ستخفف من ارتهان المملكة للغاز في إنتاج الطاقة الكهربائية.