أسعفت أسعار الأسمدة في السوق الدولية صادرات المغرب من الأسمدة التي قفزت إيراداتها إلى مستوى قياسي، رغم انخفاض طفيف للكميات المصدرة، ما يجعل منه لاعبا حاسما في السياسة الغذائية في العالم خلال فترة الجائحة.
وارتفعت صادرات العملاق المغربي المجمع الشريف للفوسفات، المملوك للدولة، إلى 4.2 مليارات دولار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعدما كانت في حدود 2.8 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات مكتب الصرف الحكومي، التي يتجلى منها أن المغرب سيحقق إيرادات غير مسبوقة عبر صادرات الأسمدة في نهاية العام، ما سيساهم في التخفيف من تدهور عجز الميزان التجاري.
ارتفعت تلك الإيرادات رغم تراجع الكميات المصدرة من الأسمدة إلى 8.73 ملايين طن في العشرة أشهر الأولى من العام الجاري، مقابل 9.54 ملايين طن في الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغت تلك الصادرات من الأسمدة الطبيعية والكيماوية مستوى قياسيا في العام الحالي، حيث تجاوزت الإيرادات التي حققها المجمع الشريف للفوسفات من صادرات تلك المادة على مدى العام الماضي 3.4 مليارات دولار. وتجلى من بيانات مكتب الصرف، أن ارتفاع صادرات الأسمدة منذ بداية العام الجاري، يعزى إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية بنسبة 59.8 في المائة في أكتوبر/ تشرين الأول، حيث وصلت إلى 481 دولارا للطن، مقابل 300 دولار قبل عام. وأتاحت تلك الأسعار المرتفعة في السوق الدولية، تعويض تراجع الكميات المصدرة من الأسمدة من قبل المجمع الشريف للفوسفات.
ومثلت أميركا الجنوبية 38 في المائة من صادرات المجمع الشريف من الأسمدة، بينما تمثل القارة الأفريقية نسبة 21 في المائة وآسيا نسبة 18 في المائة.
ويختزن باطن الأراضي المغربية حوالي 70 في المائة من المخزون العالمي من الفوسفات الخام، حيث ينظر إلى المملكة باعتبارها فاعلا رئيسيا في السياسة الغذائية عبر العالم، خاصة بالنظر للأسمدة التي يسعى إلى توفيرها بما يتوافق مع نوعية التربة. ويذهب الاقتصادي المغربي، علي بوطيبة، إلى أنه بغض النظر عن الطلب والأسعار التي تسعف الرائد المغربي في السوق الدولية المجمع الشريف للفوسفات، فإن استراتيجيته القائمة على تثمين الفوسفات عبر التحويل إلى أسمدة تساهم في الأعوام الأخيرة في دعم صادراته نحو الأسواق الآسيوية والأميركية والأفريقية.
ويشدد في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن المجمع يعمل منذ عقد ونصف على تعزيز حضوره في سوق الأسمدة، خاصة عبر سياسة تقوم على خفض التكاليف والحفاظ على الأسعار في مستويات مجزية من خلال المرونة على مستوى الإنتاج التي تتيح له ملاءمة العرض مع الطلب.
ويراهن العملاق المغربي في استراتيجيته على تحويل المعدن الخام إلى أسمدة، بما يساعد على تحصيل إيرادات مهمة، فقد انتقلت إيرادات تجارة الأسمدة في الأعوام الخمسة الأخيرة من 1.8 مليار دولار إلى أكثر من 3 مليارات دولار. وبلغت استثمارات المجمع حوالي 750 مليون دولار في سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث تندرج ضمن الخطة الاستثمارات الثانية التي سيعبئ لها 11 مليار دولار، بعدما نفذ خطة أولى في حدود 8.2 مليارات دولار.