كشفت مصادر مغربية مسؤولة أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المغرب تنظر في إعفاء الأعلاف المستوردة التي تعتمد عليها البلاد بشكل كبير من ضريبة القيمة المضافة، لكبح أسعار اللحوم والحليب.
وأشارت المصادر في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل تأثيرات الجفاف على المتوفر من الكلأ الطبيعي وارتفاع أسعار الأعلاف المركبة (المنتجة من الحبوب ومواد أخرى) بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
ويأمل العاملون في قطاع تربية المواشي والدواجن في إجراءات تحدّ من تكاليف الإنتاج التي تزايدت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
ويقول محمد الإبراهيمي، عضو الجمعية المغربية لمكثري البذور في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن إلغاء ضريبة القيمة المضافة على الواردات سيفضي إلى خفض تكاليف الأعلاف المركبة ويؤدي إلى تراجع نفقات مربي المواشي.
ويوضح الإبراهيمي أن الضريبة المطبقة على واردات الأعلاف تبلغ نحو 10%، بينما تقفز النسبة إلى 20% لدى إضافة الرسوم والضرائب الأخرى، مشيراً إلى أهمية إلغاء هذه الضريبة في ظل ارتفاع أسعار جميع مدخلات إنتاج الأعلاف مثل الذرة التي تساهم في توفير أعلاف الأبقار والدواجن، التي ارتفعت أسعار لحومها في الأشهر الأخيرة إلى مستويات كبيرة.
ويضيف أنه "إذا ما أعفت الحكومة الأعلاف من ضريبة القيمة المضافة، فإن ذلك سيساهم في خفض أسعار اللحوم والحليب، كما ستنخفض الأسعار أكثر إذا ما تواصل تساقط الأمطار في الفترة المقبلة".
في السياق، يقول رشيد بنعلي، نائب رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، التي تضم تحت لوائها الفيدرالية العاملة في سلاسل الإنتاج الفلاحي، إن تساقط الأمطار سيساعد في الأشهر المقبلة على توفير الكلاء الطبيعي. غير أن ذلك لا يعفي في تصوره من الاعتماد على الأعلاف بالنسبة للمربين، مشيراً إلى أهمية إلغاء ضريبة القيمة المضافة المفروضة على استيرادها بما يساعد في دعم سلاسل الإنتاج بشكل أكبر.
وتعتمد الأعلاف المركبة على الذرة والشعير والصويا وعباد الشمس، وهي مكونات يجرى استيرادها من الخارج، غير أن أسعارها ارتفعت في السوق الدولية في الأشهر الأخيرة. ورغم توفير الدولة للشعير للمربين بأسعار مدعمة في سياق الجفاف الذي عرفته المملكة في المواسم الأخيرة، إلا أن المربين يعتبرون أن الشعير غير حاسم في تحديد سعر الأعلاف المركبة.
وتظهر بيانات مكتب الصرف الحكومي أن فاتورة واردات الذرة قفزت إلى 676 مليون دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، مقابل 555 مليون دولار في الفترة نفسها من 2021، رغم تراجع الكميات المستوردة من 1.99 مليون طن إلى 1.83 مليون طن.
وأفضى الجفاف كذلك إلى زيادة واردات الشعير الذي قفزت فاتورته أيضاً من 74 مليون دولار إلى 310 ملايين دولار، بعدما انتقلت الكميات المشتراة من 304 آلاف طن إلى 812 ألف طن.
وأثار غلاء الأعلاف قلق الجمعية الوطنية لمربي الدجاج في المغرب، لتطالب مؤخراً شركات الإنتاج المحلية بمراجعة الأثمان، بعد تراجع أسعار المواد الأولية المستوردة في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن الأعلاف تساهم بنحو 70% من كلف إنتاج الدواجن.