المغرب: تفاقم الجائحة يربك السياحة المحلية

10 اغسطس 2021
تهاوي أعداد السياح بسبب كورونا (فرانس برس)
+ الخط -

عدّلت أسر مغربية برامج سفرها، في الفترة الأخيرة، بسبب تشديد التدابير الاحترازية بعد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، وقامت أسر بإلغاء الحجوزات في الفنادق بعد منع السفر بين بعض المدن بدون جواز تلقيح.
وارتفع عدد الإصابات، مؤخراً، حيث وصل عدد المصابين، أول من أمس، إلى 8990 إصابة، بينما بلغ عدد الوفيات 80 وفاة، حيث يمثل هذا العدد ثلاثة أضعاف ما كان مسجلا يومياً قبل أيام قليلة.
ودفع ارتفاع الإصابات والوفيات، السلطات العمومية إلى منع التنقل من وإلى الدار البيضاء ومراكش وأكادير، حيث استثنت من ذلك الأشخاص الملقحين المتوفرين على "جواز التلقيح" أو على وثيقة "أمر بمهمة"، والأشخاص من ذوي الحالات الطبية المستعجلة والأشخاص المكلفين بنقل السلع والبضائع.

وقررت الحكومة منع التنقل الليلي من الساعة التاسعة ليلا بدل الحادية عشرة ليلا، وهي الساعة التي يفترض أن تغلق فيها المقاهي والمطاعم، مع الاستمرار في منع الحفلات وتحديد الطاقة الاستيعابية للنقل العمومي والمطاعم والمقاهي والمسابح العمومية.
وأقعدت هذه التدابير أسرا عن التوجه إلى المدن الشاطئية في شمال وجنوب المملكة، علما أن المهنيين كانوا يعوّلون على السياح المحليين للتخفيف من تداعيات إلغاء الحجوزات من قبل سياح أجانب، بعدما شددت المملكة تدابير حلول رعايا بعض الدول بها في الفترة الأخيرة.
ويمثل السياح المحليون في المغرب 34 في المائة من ليالي المبيت في الفنادق بالمملكة، ما دفع وزيرة السياحة، نادية فتاح، إلى التأكيد على التوجه نحو وضع خطة بهدف رفع تلك النسبة إلى 50 في المائة.

المغرب/اقتصاد/السياحة في المغرب/06-04-2016 (الأناضول)

ويؤكد رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعات الفندقية، الحسين زلماط، لـ"العربي الجديد" أن التدابير التي اتخذتها الحكومة منذ الأسبوع الماضي، أفضت إلي إلغاء حجوزات من قبل سياح محليين، خاصة أن التنقل نحو مدن الدار البيضاء ومراكش وأكادير أضحى ممنوعا، إلا لمن يحمل جواز التلقيح.
وأشار زلماط إلى أنه حتى بالنسبة لمن يحملون جواز التلقيح، فإن منع التنقل الليلي وإغلاق المقاهي والمطاعم من الساعة التاسعة ليلا، جعلت بعض الأسر تعيد النظر في برامج سفرها نحو المدن السياحية.

وكان العاملون في قطاع السياحة راهنوا في غياب السياح الأجانب، على إقبال المغاربة المقيمين والمغتربين الذين بدأوا يحلون بالمملكة منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي، على المدن السياحية، خاصة الساحلية منها، ما من شأنه أن يساهم في إنعاش الموسم السياحي في الصيف.
وكان المغرب قرر إطلاق عملية "مرحبا" اعتبارا من الخامس عشر من يونيو/ حزيران الماضي وحتى الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث تشهد هذه الفترة عودة المغتربين بعد استئناف الرحلات الجوية، علما أن المملكة سمحت بالعودة بحرا مستثنية من ذلك العبور من إسبانيا.
ورغم تشديد التدابير يساهم المغاربة المقيمون والمغتربون المغاربة، الذين يدرجون في البيانات عادة ضمن السياح الأجانب، في انتعاش نسبي للقطاع السياحي في الصيف الحالي، حيث يقبلون على الفنادق في المدن الساحلية والمطاعم والمقاهي.
وكان العاملون في القطاع يتوقعون إنعاش النشاط السياحي عبر السياح الأجانب، الذين تراجعت الإيرادات منهم بحوالي 58.1 في المائة في النصف الأول من العام الجاري، كي تستقر في حدود 900 مليون دولار، حسب مكتب الصرف الحكومي.
غير أنه بعد تشديد تدابير الدخول إلى المملكة بالنسبة لبعض الدول، لم يكن إقبال السياح الأجانب متماشياً مع التوقعات، حيث تم إلغاء الحجوزات بشكل ملحوظ بعدما قرر المغرب إضافة فرنسا وإسبانيا والبرتغال للائحة الدول التي يتوجب على السياح القادمين وغير الملقحين الخضوع لحجر لمدة عشرة أيام على حسابهم.

المساهمون