المغرب: تدفق تبرعات الأثرياء للمتضررين من الزلزال

18 سبتمبر 2023
المتضررون في انتظار إعادة إعمار منازلهم (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

تنكب السلطات المغربية على تحديد الخسائر التي لحقت بمنازل المتضررين من الزلزال بهدف تحديد مبلغ التعويضات، فيما تواصلت عملية تحويل المساهمات المالية التضامنية من أجل إعادة الإعمار.

وبدأت المساهمات المالية تتدفق بقوة على الصندوق الذي أحدثه المغرب من أجل مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب المملكة يوم الجمعة الثامن من سبتمبر/ ايلول الجاري، بخاصة بعدما أعلن عن التعويضات التي ستمنح للمتضررين.

وتجلى أن المساهمات التضامنية في الصندوق تأتي من شركات وأثرياء، بينما انضم العديد من النجوم المغاربة والعالميين إلى الحملات الداعية إلى توفير الدعم للمتضررين من الزلزال.

فقد شهد الأسبوع المنصرم الإعلان عن العديد من المساهمات المالية المهمة، بعدما كشف صندوق الاستثمار للرساميل "المدى" عن قرار مجلسه الإداري بالمساهمة بحوالي 100 مليون دولار، وذلك باقتراح من المساهم الرئيسي فيه العاهل المغربي محمد السادس.

وكشف المجمع الشريف للفوسفات، المملوك للدولة، عن مساهمة بـ100 مليون دولار، دون احتساب مساهمة الموظفين فيه، الذي يؤكد مصدر في المجمع، قد تكون في حدود 100 مليون دولار.

وبادر البنك المركزي المغربي إلى الإعلان عن التبرع بـ100 مليون دولار لفائدة الصندوق، وهو المبلغ نفسه الذي ضخته الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وساهمت مجموعة "أكوا" المتخصصة في قطاع الوقود والمملوكة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش بـ60 مليون دولار، والتزم رجل الأعمال ووزير الصناعة والتجارة السابق، مولاي احفيظ العلمي، بالمساهمة بمليوني ودولار، وهو نفس المبلغ الذي وعد به رجل الأعمال أنس الصفريوي، بينما أعلنت المجموعة المهنية لبنوك المغرب عن مساهمة في حدود 85 مليون دولار.

وضخ في الصندوق المحدث من قبل المغرب إلى غاية يوم الجمعة، أكثر من 600 مليون دولار من المساهمات المالية.

ولا يتضمن هذا المبلغ مساهمات من أجور موظفي الدولة والوزراء والموظفين السامين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الخارج والمجلس الأعلى للحسابات، حيث ينتظر أن تغطي المساهمات تكاليف تعويض الأسر التي تضررت منازلها.

وينتظر أن يتواصل تدفق المساهمات في الصندوق من الأفراد المقيمين بالمملكة والمغتربين والشركات وكذلك من دول ومؤسسات دولية مانحة.

وتعليقا على تلك الأموال قال الباحث الاقتصادي علي بوطيب إنه بالإضافة إلى التعويضات التي وُعد بها المتضررون، يُرتقب تمويل عمليات إصلاح المدارس أو بنائها وإصلاح الطرق.

ساهمت مجموعة "أكوا" المتخصصة في قطاع الوقود والمملوكة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش بـ60 مليون دولار

ويضيف في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن مبلغ المساهمات سيرتفع في الفترة المقبلة إلى مستوى يمكن أن يغطي جزء كبيرا من الحاجات، التي ستتجاوز مخلفات الزلزال إلى تنمية المناطق المتضررة الفقيرة.

ووصل الملياردير البريطاني، ريتشارد برونسون، الذي يمتلك استثمارات سياحية في المغرب، إلى إقليم الحوز، وشرع في دعم المتضررين، كما دعت المغنية الأميركية مادونا إلى توفير هبات لهم.

وأعلن الفنان فرانش مونتانا عن المساهمة بـ100 ألف دولار، ينتظر أن ينظم الفنان المغربيان جمال الدبوز وجاد المالح جولة بهدف جمع مساعدات مالية.

وستشمل عمليات إعادة الإسكان 50 ألف أسرة متضررة من آثار الزلزال، والتي ستستفيد من منح بقيمة 3 آلاف دولار، بحسب ما أعلن عنه يوم الخميس الماضي.
وسيخصص، كذلك، دعم مالي بقيمة 14 ألف دولار سيمنح للأسر التي هدمت منازلها تماماً بسبب الزلزال، بينما ستستفيد الأسر التي هدمت منازلها جزئياً من دعم في حدود 8 آلاف دولار.

ويراد من البرنامج ليس التصدي لعمليات إعادة الإعمار فحسب، بل ينتظر كذلك أن يُبلور برنامج بهدف إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الزلزال، سواء على مستوى البنية التحتية أو الخدمات العمومية.

المساهمون