في أول قرار له منذ أن أقال الرئيس رجب طيب أردوغان محافظه السابق وعيّن مكانه شخصية من حزبه، قرر المصرف المركزي التركي اليوم الخميس، تثبيت سعر الفائدة الرئيسي عند 19%، بما يتجاوز نسبة التضخم السنوية البالغة 16.2%.
وفي تدبير مفاجئ، قرر المصرف الحفاظ على سياسته المالية الصارمة عبر عدم تغيير نسبة الفائدة، مضيفاً في بيان، أنه ينوي إبقاءها في مستوى أعلى من نسبة التضخم السنوية التي بلغت الشهر الماضي 16.2%، مضيفاً أنه "سيتواصل تحديد معدل الفائدة في مستوى أعلى من التضخّم للحفاظ على تأثير قوي مضاد للتضخم".
وبعد ارتفاعها في وقت سابق، انخفض سعر صرف الليرة مقابل الدولار اليوم الخميس، عقب قرار البنك المركزي الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، حيث نزلت العملة إلى 8.1250 ليرات عقب القرار، وهو ما سبقه ارتفاعها في البداية إلى 8.005 ليرات، علماً أن سعر الصرف كان أغلق أمس الأربعاء، عند 8.0655 ليرات.
وكان الرئيس أردوغان أقال المدير السابق للمصرف ناجي أقبال بعد أن عمل خلال 4 أشهر من توليه المسؤولية على رفع الفائدة لكبح التضخم، وعين الشهر الماضي مكانه النائب السابق عن حزبه شهاب كافجي أوغلو. ومع أنه لم يشرح أسباب قراره، لكن أوغلو التزم بقناعة أردوغان القائلة إن معدلات الفائدة المرتفعة تزيد التضخم بدل خفضه.
ومنذ يوليو/تموز 2019، يُعد أوغلو رابع مدير للمصرف المركزي يعيّنه أردوغان الذي قال هذا الشهر إنه "مصمّم" على خفض نسبة الفائدة والتضخم تحت 10%، لكن رغم ذلك، يتواصل ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وهي تبلغ حالياً أعلى مستوياتها منذ يوليو/تموز 2019 عندما عانت تركيا من تداعيات اقتصادية لخلافات مع الولايات المتحدة في العام السابق.
وأعلن المصرف المركزي في يناير/كانون الثاني أنه يتوقع تراجع التضخم إلى 9.4% بحلول نهاية عام 2021.
وفقدت الليرة أكثر من 8% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي منذ بداية عام 2021، رغم انتعاشها بداية العام مع تزايد ثقة المستثمرين في سياسة أقبال المالية التقليدية.
وفي استطلاع أجرته "رويترز" لآراء 19 اقتصادياً، توقعوا جميعاً ما عدا اثنين إبقاء البنك تحت قيادة المحافظ أوغلو على سعر السياسة لأجل أسبوع واحد من دون تغيير هذا الأسبوع قبل تخفيف محتمل بعد منتصف العام، فيما توقع أحد الاقتصاديين خفضاً إلى 18.5% وتوقع آخر خفضاً إلى 17%.
وفي مواجهة التضخم، كان المحافظ السابق قد رفع أسعار الفائدة الشهر الماضي 200 نقطة أساس، وهو ما فاق التوقعات، إلى مستويات لامستها آخر مرة في منتصف 2019.
وكان كافجي أوغلو انتقد علانية قبل توليه منصبه الموقف المشدد، وتبنّى وجهة نظر أردوغان غير المحافظة بأن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم.