كشف المتحدث باسم الجمارك الإيرانية، روح الله لطيفي لــ"العربي الجديد"، مساء الأحد، عن استئناف الصادرات الإيرانية إلى السعودية خلال الشهرين الماضيين.
وقال لطيفي إن "هذا الحدث بعد انقطاع تام للصادرات والواردات بين البلدين، يمثل تطوراً إيجابياً بالتوازي مع المباحثات بينهما"، مشيراً إلى تصدير شحنتين من السلع الإيرانية إلى السعودية خلال الفترة الماضية بقيمة 39 ألف دولار.
وأكد أن حجم الصادرات "مازال ضئيلاً حالياً وغير كاف، لكنه يشكل مؤشراً إيجابياً وبداية لاستنئاف الروابط ويمكن أن يستمر لتأمين احتياجات البلدين في مختلف المجالات".
وأوضح لطيفي أن استئناف حركة التجارة يعكس إرادة الطرفين لتعزيز العلاقات وهو ثمرة المباحثات بينهما بواسطة العراق، مضيفاً أن "إيران والسعودية بلدان إسلاميان لديهما فرص كثيرة لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية".
وشدد المتحدث الإيراني على أن "التقارب الإيراني السعودي سيكون له مردود إيجابي على الأمن الإقليمي والسلام في المنطقة والدول الإسلامية والنمو الاقتصادي"، لافتاً إلى أن التجار السعوديين كانت لهم سابقاً استثمارات في بعض الصناعات الإيرانية، وكانت هناك حركة تجارة بين البلدين قبل أن تنقطع العلاقات. وتابع لطيفي في مقابلته مع "العربي الجديد"، أن إيران تسعى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول الجارة وآسيا في إطار التوجه نحو الشرق، مشيراً إلى أن استئناف العلاقات السياسية بين إيران والسعودية سينعكس إيجاباً على تعزيز العلاقات الاقتصادية "حيث لأسواق البلدين جاذبيتها للتجار الإيرانيين والسعوديين".
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016 بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان الماضي في بغداد بعد أن تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، ثلاث منها في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، والجولة الرابعة هي الأولى في عهد حكومة الرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي تسلم الرئاسة الإيرانية، مطلع أغسطس/أب الماضي.
وأشار المتحدث باسم الجمارك الإيرانية روح الله لطيفي، إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران والدول الـ15 الجارة خلال النصف الأول من العام الإيراني الحالي (21 مارس/آذار حتى 22 سبتمبر)، بلغ 22 مليارا و588 مليون دولار، فيما بلغ حجم كل التبادل التجاري الخارجي خلال هذه الفترة الزمنية، أكثر من 45 مليار دولار.
وأضاف لطيفي أن التبادل التجاري الإيراني مع الدول الجارة الـ15 يسجل نمواً بنسبة 52 في المائة خلال الفترة مقارنة بالعام الماضي، ما يكشف عن تسجيل طهران نجاحات في الالتفاف على العقوبات الأميركية.
وأوضح في حديثه مع "العربي الجديد" أنه خلال هذه الفترة بلغت قيمة الصادرات الإيرانية حدود 22 مليار دولار، منها أكثر من 11 مليار دولار مع الدول الجارة لإيران، فيما بلغت قيمة الواردات أكثر من 23 مليار دولار، منها أكثر من 11 مليار دولار مع الجيران.
وفي إشارة إلى خمس وجهات رئيسية للصادرات الإيرانية بين الدول الجارة خلال الشهور الستة الماضية، بيّن لطيفي أن العراق تصدرها بـ3 مليارات و840 مليون دولار، ثم تركيا بمليارين و308 ملايين دولار، تليها الإمارات بمليارين و243 مليون دولار وأفغانستان بـ999 مليون دولار وباكستان بـ544 مليون دولار. أما عن الدول الخمس الأولى في الواردات إلى إيران بين الجيران، فأكد أن الإمارات العربية تتصدرها بـ7 مليارات و305 ملايين دولار، ثم تركيا بمليارين و435 مليون دولار، وروسيا بـ639 مليون دولار، والعراق بـ499 مليون دولار وعمان بـ270 مليون دولار.