تراجع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار والعملات الرئيسية، لتبلغ أدنى مستوى لها على الإطلاق، بتسجيل 8.502 ليرات مقابل الدولار و9.9158 أمام اليورو.
ويرجّح محللون أن المخاوف من توتر العلاقات التركية مع واشنطن، بحال فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، وبالتالي فرض عقوبات، هي السبب النفسي الأهم لتراجع سعر الصرف بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية.
ولا ينفي المحللون الأسباب السياسية والتوترات في منطقة القوقاز ومع الاتحاد الأوروبي، جراء عودة السفن التركية للتنقيب عن الطاقة في البحر المتوسط، إلى جانب الأسباب الاقتصادية التي أثرت بمعروض الدولار في السوق هذا العام، من تراجع الصادرات وعائدات السياحة، إضافة إلى أثر إغلاقات كورونا على الإنتاج وزيادة نسبة البطالة.
وقفز التضخم إلى نحو 12% فيما فقدت الليرة التركية أكثر من 30% من قيمتها هذا العام، رغم تشديد المصرف المركزي للسياسات النقدية ورفع أسعار الفائدة نقطتين، وتخفيض الضريبة على المعاملات بالعملات الأجنبية وضريبة الاستقطاع على الودائع المصرفية، من 1% إلى 0.2% حتى نهاية العام، الشهر الماضي.
ارتفاع الصادرات
ويتحدث اقتصاديون استطلعت وكالة " الأناضول" آراءهم اليوم، عن ارتفاع معدل التضخم السنوي في تركيا بشكل طفيف في أكتوبر/ تشرين الأول، ليصل إلى 11.76٪ مقابل 11.75٪ في أيلول/ سبتمبر الماضي، متوقعين أن يكون معدل التضخم الشهري 2.01٪ في تشرين الأول/ أكتوبر.
ولم يزل التعويل في تركيا على الربع الرابع من العالم الجاري، لتحسين سعر الصرف، عبر زيادة الصادرات وجذب السياح، بعد ارتفاع الصادرات خلال تشرين الأول/ أكتوبر 5.6 بالمائة بقيمة 17 ملياراً و333 مليون دولار.
Ekim ayında ihracatımız %5,6 artarak 17,3 milyar dolar oldu. Böylece, ülke tarihimizdeki en yüksek aylık ihracat rakamına ulaştık. Altın hariç, ihracatın ithalatı karşılama oranı %95,3. İhracatın her geçen gün güç kazandığı ve cari dengenin sağlandığı yeni bir döneme giriyoruz. pic.twitter.com/QUtdOzUSbw
— Berat Albayrak (@BeratAlbayrak) November 2, 2020
ويرى الاقتصادي التركي، أوزجان أويصال أن صادرات بلاده بدأت تتحسن خلال الشهرين الماضيين، ما يمكن أن يعدل كفة العجز بالميزان التجاري، الذي بلغ خلال شهر آب/ أغسطس الماضي نسبة 169% بحسب بيانات وزارة التجارة، بعد زيادة الواردات على 18.7 مليار دولار، فيما لم تزد الصادرات على 5.7 مليارات، مؤملاً خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" أن تقترب قيمة الصادرات من مستوى العام الماضي، وقت بلغت تركيا أعلى قيمة صادرات بتاريخها، بنحو 180 مليار دولار.
ويضيف أويصال أن صادرات بلاده من المنتجات الغذائية والألبسة وحتى الأسلحة، ستعدل من عرج الميزان التجاري الذي يؤثر، إلى جانب الديون الخارجية وتراجع إيرادات السياحة، بحجم المعروض النقدي الأجنبي في الأسواق، وبالتالي في الليرة التركية.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن ثقته بأن اقتصاد بلاده سيواصل أداءه الجيد في الربع الرابع من 2020، وسيكمل العام بنمو إيجابي، معبّراً خلال كلمة في المجمع الرئاسي أمس، عن ثقته بأن "اقتصادنا الذي دخل في مرحلة تعافٍ سريعة سيواصل هذا الأداء في الربع الرابع، وسنكمل العام بنمو إيجابي".
وعبّر وزير الخزانة والمالية التركي براءت ألبيراق، عن تحسن واضح وملموس في قطاع الصادرات ببلاده خلال الشهرين الماضيين، معتبراً خلال تغريدة على "تويتر"، أن برنامج التحول الاقتصادي المُعد من قِبل وزارته يسير وفق الخطة المرسومة، وأنه يأتي بنتائج مرضية.