لن يتمكن الكثير من الروس من الحصول على مشروب القهوة في الصباح، بسبب عدة عوامل ليست في مصلحتهم هذه المرة، من بينها ارتفاع الأسعار وقلة توافر المنتج داخل البلاد.
فقد أثرت الظروف غير السارة على قهوة "روبوستا" الرخيصة وواسعة الانتشار، والتي تستخدم عادة كقهوة سريعة التحضير، وسط محدودية إيجاد البديل، نظراً لأنّ نبات البن لا ينمو في روسيا التي تعتمد على استيراده.
وفي الوقت الراهن، يساوي الكيلوغرام من القهوة نوع روبوستا في المتاجر الروسية 1420 روبلاً روسياً (17.78 دولاراً تقريباً)، بينما كان سعر الكيلوغرام من نفس النوع في عام 2021، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، يساوي 1310 روبلاً روسياً (16.40 دولاراً تقريباً)، أي أنه زاد بنسبة تتجاوز 8% تقريباً مما كان عليه قبل الغزو.
وتعد فيتنام من أبرز الدول التي تصدّر بن روبوستا إلى روسيا، وتعتبر من أكبر منتجيه في العالم، إلا أنها حصدت هذا العام أقل محصول لها منذ أربع سنوات، بعد أن ركّز المزارعون على زراعة محاصيل أكثر ربحية مثل الأفوكادو والدوريان، لمواجهة ارتفاع تكاليف الأسمدة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
يذكر أنّ العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، على خلفية غزو أوكرانيا، منعت روسيا من تصدير الأسمدة، لذلك لا يمكن للأسمدة الروسية الوصول إلى المشترين، بمن فيهم الفيتناميون.
وهناك دولتان بديلتان لتصدير البن، وهما البرازيل وإندونيسيا، لكن البرازيل، ثاني أكبر دولة منتجة لبن روبوستا، تضرر محصولها من جراء الجفاف، وهناك أيضاً مخاوف من أنّ إنتاج إندونيسيا قد يتراجع في أعقاب هطول أمطار غزيرة في البلاد.
ورغم هذه العقبات، كانت الشحنات التي وجدت طريقها للتصدير من حبوب "روبوستا" على مستوى العالم، خلال الأشهر الستة الأولى من الموسم الحالي، أكثر مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، ولكن ليس بالسرعة الكافية لمواكبة الاحتياجات المتزايدة.
وذكرت منظمة القهوة العالمية، في تقرير سابق، أنّ الشحنات بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول ومارس/ آذار كانت أعلى بنحو 4% من الفترة نفسها من الموسم السابق.
في السياق تقول أولغا بولياكوفا، وهي صحافية روسية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، "ارتفعت بالفعل أسعار جميع أصناف القهوة (أرابيكا وروبوستا) بشكل ملحوظ، ولكن، لنكون منصفين، فالأسعار ارتفعت في جميع أنحاء العالم ليس فقط في روسيا، وهناك أزمات أثرت على الدول المصدرة نفسها، وعلى العالم أجمع".
وأوضحت بولياكوفا "من أبرز المشكلات التي واجهت فيتنام في إنتاج القهوة ارتفاع تكاليف الأسمدة بسبب قلة توافرها، وهذا يرجع إلى منع روسيا من تصدير الأسمدة، منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، وإذا سمح لروسيا بتصدير الأسمدة، فربما لن يكون هناك فشل في المحاصيل في فيتنام، ولربما تعود أسعار القهوة كما كانت من قبل".
وأشارت إلى أنّ "روسيا لديها في الوقت الحالي مشكلة خاصة في ارتفاع أسعار القهوة، وحبوب القهوة لا تلعب دوراً حاسماً في تكلفة المنتج النهائي في المتاجر الروسية، بل إن تذبذب الروبل الروسي مقابل الدولار يلعب دوراً أساسياً في جميع المنتجات الواردة إلى البلاد، والقهوة مستوردة بنسبة 100%"، مرجّحة ارتفاعاً آخر في أسعار القهوة، و"في الفترة القادمة ستتحول القهوة بالنسبة للروس إلى متعة باهظة الثمن"، تختم بالقول.