القطاع الخاص يبدأ إنتاج الفوسفات في تونس لأول مرة

15 أكتوبر 2024
من احتجاج للمطالبة بالتشغيل في شركة الفوسفات الحكومية، ديسمبر 2016 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- لأول مرة، يدخل القطاع الخاص في إنتاج الفوسفات بتونس، حيث ستنتج الشركة التونسية لمعالجة المعادن 250 ألف طن سنوياً من مناجم "بئر العفو" بمحافظة الكاف، مما يعزز أداء القطاع وزيادة عائداته.

- تواجه تونس تحديات في قطاع الفوسفات، حيث تراجع إنتاجها من 8.2 ملايين طن في 2010 إلى 2.6 مليون طن في 2016، لكنها تسعى لرفع الإنتاج إلى 15 مليون طن سنوياً عبر استغلال مناجم جديدة.

- شهد القطاع احتجاجات اجتماعية أثرت على الإنتاج، لكن الحكومة أقرت برنامجاً لرفع الإنتاج تدريجياً إلى 6 ملايين طن بحلول نهاية 2024.

لأول مرة في تاريخ تونس، يدخل القطاع الخاص في إنتاج الفوسفات في الدولة، والذي ظل لعقود طويلة حكراً على الحكومة التي تسيّر هذا النشاط الحيوي، عبر شركة فوسفات قفصة منذ إنشائها عام 1897.

وأعلنت الشركة التونسية لمعالجة المعادن (خاصة)، أمس الاثنين، عن السماح لها بإنتاج الفوسفات بطاقة تقدر بنحو 250 ألف طن سنوياً في محافظة الكاف شمال غرب البلاد.

وقال المدير العام للشركة توفيق المنصوري، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الفوسفات المعالج سيتم استخراجه من مناجم "بئر العفو" الذي تقدر احتياطياته بنحو 20 مليون طن من المواد الخام، بما يساعد في تحسين أداء قطاع الفوسفات وزيادة عائداته. وأشار إلى أنه لم يتم استغلال هذا المنجم منذ حقبة الاستعمار الفرنسي لتونس والذي انتهى باستقلال الدولة عام 1956.

ووفق المنصوري، قدرت قيمة الاستثمارات الإجمالية للمشروع بنحو 25 مليون دينار (حوالى 8.3 ملايين دولار). وتعد مناجم الفوسفات في محافظة الكاف من أكبر الاحتياطيات الاستراتيجية للبلاد في القطاع المعدني، إذ توصلت شركة فوسفات قفصة نهاية السبعينيات إلى اكتشاف كميات هائلة من الفوسفات في منجم صراورتان.

وتشير الدراسات إلى أن مدخرات شركة فوسفات قفصة (تبلغ طاقة إنتاجها حاليا 8 ملايين طن سنوياً) لا تتعدى سدس احتياطي منجم صراورتان، الأمر الذي دفع السلطات خلال السنوات الأخيرة إلى التفكير جدياً في البحث عن شريك أجنبي يدفع نحو التقدم في الإنجاز الفعلي للمشروع والبقاء مجدداً على الخريطة العالمية لكبار منتجي الفوسفات.

وحالياً، تتشكل منطقة الحوض المنجمي المنتج الرئيسي لهذه الثروة في محافظة قفصة جنوب غربي البلاد من أربعة مراكز إنتاج أساسية، هي المتلوي والرديف وأم العرايس والمظيلة، فيما يعد مركز المتلوي الأهم بسبب استحواذه على 75% من الإنتاج.

على الرغم مما يشهده قطاع الفوسفات التونسي من صعوبات، لا تزال سلطات تونس تأمل الحصول على مركز متقدم في قائمة الدول العالمية المنتجة لهذه المادة، مدفوعة ببرنامج طموح لاستغلال مناجم جديدة تحتوي على أرصدة مهمة قادرة إلى رفع إنتاج البلاد إلى 15 مليون طن سنوياً.

كانت تونس رابع أكبر منتج للفوسفات في العالم، إذ بلغ عام 2010 نحو 8.2 ملايين طن، لكنها تخلت عن هذا المركز وتراجع إنتاجها عام 2016 إلى 2.6 مليون طن، بخسائر تجاوزت ملياري دولار، قبل أن يرتفع الإنتاج مجدداً إلى 4.5 ملايين طن عام 2017 ويستقر في حدود 3.5 ملايين طن خلال السنوات اللاحقة. ووفق بيانات رسمية صادرة عن شركة فوسفات قفصة، تمكنت المؤسسة الحكومية خلال النصف الأول من العام الجاري من إنتاج 1.8 مليون طن من الفوسفات بزيادة تقدر بـ 25% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.

وشهد قطاع الفوسفات على امتداد السنوات التي تلت الثورة العديد من الإشكاليات بسبب احتجاجات اجتماعية في منطقة الحوض المنجمي تسببت في وقف الإنتاج لفترات طويلة. وفي إبريل/ نيسان 2023 أقرت الحكومة ومجلس الأمن القومي برنامجاً متكاملاً لرفع إنتاج الفوسفات بشكل تدريجيّ ومُستدام لبلوغ 6 ملايين طن مع نهاية 2024.

المساهمون