أعلنت شركة "امداد" للمحروقات، التابعة لـ "الجبهة الشامية" العاملة ضمن تكتل "الفيلق الثالث"، العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" المعارض، عن إلغاء فرض الرسوم على محروقات المازوت المتجهة إلى منطقة إدلب، التي تُسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، وذلك للتخفيف عن السكان والنازحين المقيمين في المنطقة خلال فصل الشتاء.
وأصدرت الشركة بياناً اليوم الثلاثاء وزعته على الصحافيين والنشطاء الإعلاميين، أعلنت فيه عن "إلغاء كل الرسوم المفروضة على محروقات المازوت، ليصل بأقل الأسعار إلى أهلنا بإدلب لتخفيف معاناتهم"، طالبةً بالمقابل من "الجهات المسيطرة بإدلب اتخاذ ذات الموقف رأفة وتخفيفاً للمعاناة عن أهلنا بإدلب، مع قدوم فصل الشتاء".
وتساءلت الشركة "هل تستجيب الهيئة للمبادرة أم ترفضها كما رفضتها في السابق"، مُشيرةً إلى أن "تحرير الشام رفضت إدخال المازوت المحسن ورفضت خفض سعر البرميل من 145 دولارا أمريكيا إلى 85 دولاراً".
وبحسب مصدر من شركة "امداد"، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قال في حديث لـ "العربي الجديد"، إنه "خلال الفترة السابقة، تم طرح فرض رسوم ضئيلة على برميل المازوت، وقدر المبلغ بثمانية دولارات أميركية، تذهب أربعة منها لتحرير الشام، والأربعة الأخرى تذهب لشركة امداد، إلا أن الهيئة رفضت هذا الطرح".
وبحسب المصدر، فإن بعض حواجز "الجيش الوطني السوري" في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات كانت تفرض الإتاوات على سيارات المحروقات القادمة من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عبر معبر "الحمران" القريب من مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، إلى منطقة إدلب التي تُسيطر عليها "تحرير الشام". وأضاف أن "الإتاوات التي كانت تفرض من تلك الحواجز ضئيلة جداً مقارنة بـالإتاوات التي تفرضها تحرير الشام في معبر الغزاوية".
وأشار المصدر إلى أن "البرميل يدخل من مناطق سيطرة قسد بـ60 دولاراً أميركياً، ويتم تكريره في حرقات ترحين بالقرب من مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، ويتم فرض رسوم على البرميل الواحد قيمتها دولاران من قبل فصيل الجبهة الشامية، ودولاران آخران من قبل فصيل عاصفة الشمال، ودولاران آخران من قبل مجلس اعزاز المحلي، ودولاران آخران من قبل مجلس عفرين المحلي، بالإضافة إلى نحو 10 دولارات من قبل فصيل أحرار الشام المُسيطر على معبر الحمران".
وشدد المصدر على أن "تحرير الشام المتمركزة عند معبر الغزاوية القريب من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، والفاصل مع مناطق غصن الزيتون التي يُسيطر عليها الجيش الوطني السوري، تفرض من 30 إلى 35 دولاراً أميركياً على البرميل الواحد، وتبيعه شركة (وتد) التابعة لـ(حكومة الإنقاذ) للشركات العاملة في مناطقها بسعر يصل إلى 145 دولارا أميركيا"، لافتاً إلى أن "الجبهة الشامية المتمثلة بالفيلق الثالث أعفت قوافل المحروقات المتجهة إلى منطقة إدلب من الرسوم التي كانت مفروضة عليها للتخفيف عن سكان إدلب مع دخول فصل الشتاء".
وكانت منطقة إدلب قد شهدت خلال الفترة الماضية انقطاعاً في مادة البنزين والغاز وذلك بسبب الاشتباكات التي دارت بين فصائل "الفيلق الثالث" من جهة، و"هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى، في منطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب، في شمال سورية.
ويعاني السكان في منطقة إدلب، لاسيما النازحين في المخيمات شمالي المحافظة، من تدني الوضع المعيشي الذي يزداد سوءا يوماً بعد الآخر، وذلك بسبب ارتفاع نسبة البطالة، وضعف الاستجابة الإنسانية للمنظمات، ودخول فصل الشتاء، الأمر الذي يفاقم المعاناة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية في المنطقة.