الغلاء يزيد الجوعى في سورية وسط تناقص قيمة المداخيل

23 يوليو 2022
تزايد الفقر في سورية (Getty)
+ الخط -

ارتفعت أسعار السلع الغذائية أكثر من 30 في المائة في سورية خلال الشهر الحالي، لتسجل بحسب مصادر من دمشق، مستويات غير مسبوقة، بعدما تختطى سعر كيلوغرام الأرز 10 آلاف ليرة ووصل سعر كيلوغرام السكر إلى 5 آلاف ليرة. في المقابل، تتزايد أعداد الجوعى، بعد تراجع التحويلات التي أنعشت الأسواق وأسعفت الأسر خلال فترة العيد، كما تقول مصادر من دمشق لـ"العربي الجديد"، والتي أشارت إلى أن نسبة الفقر اليوم تزيد عن 90 في المائة.

يقول تاجر السلع الغذائية من منطقة دمر بدمشق منذر جوخدار إن تراجع كميات الاستيراد وتهاوي سعر الليرة السورية التي لامست عتبة 4100 للدولار الواحد، ساهما بارتفاع أسعار المنتجات الغذائية ليسجل كيلوغرام الشاي نحو 25 ألف ليرة ويزيد سعر كيلوغرام القهوة عن 45 ألفاً.

ويؤكد جوخدار لـ"العربي الجديد"، أن التسعير في الأسواق السورية بات كيفياً ويعتمد على الفاتورة التي يقدمها التاجر أو بائع الجملة، بعدما أوقفت مديرية التجارة الداخلية النشرات الأسبوعية للأسعار "من دون ذكر السبب" والتي كانت برأيه، مؤشراً لمستوى الأسعار، وإن كان لا يتم العمل بها. وحول دور الرقابة في الأسواق، يضيف التاجر السوري أن الحكومة تكتفي بالخطب والتشديد اللفظي على منع الاحتكار والتأكيد على إعلان الأسعار وإبراز الفواتير، ولكن على أرض الواقع تعاني الأسواق من فلتان وفوضى "والضحية هو المستهلك".

ويشدد الاقتصادي حسين جميل على أن المستهلكين يواجهون الكثير من الأزمات، ففي حين لا يتجاوز دخل من يتقاضون راتباً ثابتاً 100 ألف ليرة، ارتفعت تكاليف المعيشة الشهرية إلى 3 ملايين ليرة سورية.

ويضيف جميل متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن الأزمة تكتمل مع شح السلع وقلة عرض الأساسيات كالخبز والمازوت التي بات لها سوق سوداء، حسب وصفه، بعدما وصل سعر ربطة الخبز إلى أكثر من 1500 ليرة وسعر ليتر المازوت إلى 700 ليرة، "ما حول سورية إلى سجن كبير يعاني من مجاعة".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ولا يستبعد الاقتصادي السوري أن تكون زيادة تجويع وتفقير السوريين، إضافة إلى منعهم حتى من الشكوى، بمثابة نهج متعمد من النظام السوري وحكومته، لمنع أي فكرة مستقبلية تطالب بالحرية والعدالة بتوزيع الثروة. وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، قد حذر أخيراً من أن مستوى انعدام الأمن الغذائي في سورية بلغ أعلى مستوى منذ عام 2011، وأن هناك نحو 12.4 مليون شخص لا يعرفون من أين ستأتي وجباتهم الغذائية.

وتشهد الأسعار في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بحسب رجل الأعمال محمد العلو، الذي ينسب زيادة أسعار الخضر والفواكه الموسمية إلى استمرار التصدير، في حين يؤكد أن ارتفاع أسعار السلع والمنتجات المستوردة "غذائية وصناعية" سببها تقييد الاستيراد وحصر الإجازات بأسماء مقربة من النظام، مشيراً إلى أن طريف الأخرس، قريب زوجة بشار الأسد، على سبيل المثال، يستأثر بمعظم سوق السكر والمنتجات الغذائية. ويضيف العلو متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن توقف مؤسسة التجارة السورية عن التدخل بالعرض والأسعار، إضافة إلى تمديد الحكومة قرار وقف الاستيراد، "ألهبا السوق".

المساهمون