تراجع إقبال فلسطينيي الداخل على المتاجر لشراء اللحوم والشكولاتة والمكسرات قبيل حلول عيد الأضحى، بعدما تسببت موجة الغلاء برفع الأسعار على غالبية المنتجات، ليضاف ذلك إلى ارتفاع أكلاف البنزين والكهرباء والمياه والخدمات الأخرى.
وقال الخبير الاقتصادي عمر فندي لـ "العربي الجديد" إنه "هناك غلاء في أسعار اللحوم بسبب العرض والطلب، بدأ ذلك من شهر اذار/ مارس الماضي سيستمر حتى أكتوبر/ تشرين الأول، وهو يعتبر موسم طلب اللحوم، بسبب الأعياد من الفطر والأضحى وموسم الأعراس، فكمية الاستهلاك في هذه الفترة تكون كبيرة جداً".
ولفت إلى أن "ارتفاع الضريبة على اللحوم في إسرائيل، والغلاء في عملية الشحن والنقل زادت الأسعار، كما أن كمية العجول المستوردة محدودة ما خفض العرض"، مشيراً إلى أن الفرد الاسرائيلي يصرف 160 شيكلاً تقريباً على شراء اللحمة شهرياً، اما الفلسطيني في الداخل فيصرف ضعف هذا المبلغ.
وينتقد فندي نمط الاستهلاك قائلاً: "الأعراس والأفراح كارثة اقتصادية على الزوجين، كميات اللحوم التي تستهلك في الأفراح هي بالأطنان، وهذه عادات يجب أن تتغير لأنها أصبحت عبئاً. كما أن مطبخنا الفلسطيني تحول من الخضار الى اللحوم".
وأضاف فندي: "غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار دفعا المستهلك إلى الاقتراض والتوجه نحو السوق السوداء التي تسبب الكثير من المتاعب". مؤكداً أن 50 بالمائة من المجتمع العربي تحت خط الفقر، وبعد كورونا ازدادت النسبة عشرة بالمائة، وهناك عائلات لديها نقص في سلة الغذاء الشهرية.
وقال يوسف ريان، وهو مدير سوبر ماركت في شفاعمرو إن:"غلاء المعيشة يؤثر على المواطن العربي وسيستمر ذلك لسنوات قادمة بسبب جائحة كورونا والأزمات القائمة حالياً. نحن نلمس حجم الأزمة قبل أيام من عيد الأضحى. الحالة الاقتصادية سيئة لدى الكثيرين ما يدفعهم إلى تقليل الاستهلاك".
وشرح مزهر سعدي وهو صاحب متجر حلويات ومكسرات: "هناك موجة غلاء، وحاولنا قدر الإمكان ألا نرفع الأسعار قبل العيد، إذ أننا نرى تأثير غلاء المعيشة على استهلاك الناس".
ومن جهته قال محمد هواري الذي يعمل في محمصة إن: "عدد الزبائن لم يتراجع فعلياً لكن حجم المشتريات هبط على الرغم من أن الأسعار لدينا لا تزال على حالها". كذا أكد صاحب ملحمة في شفاعمرو أن "الاقبال على شراء اللحوم تراجع مقارنة مع أعياد سابقة وذلك بسبب غلاء المعيشة".