الغلاء في تونس يخرج عن السيطرة: أسعار الغذاء تتصاعد

11 مايو 2024
في أحد أسواق تونس، 12 أغسطس 2010 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الغلاء في تونس يستمر في الارتفاع رغم انتهاء شهر رمضان وتراجع أسعار المواد الأولية عالميًا، مما يؤدي إلى مستويات قياسية تهدد بالخروج عن السيطرة.
- أسعار الغذاء تشكل عبئًا كبيرًا على الأسر التونسية، مع اضطرار العديد منها للتخلي عن مواد غذائية أساسية مثل اللحوم الحمراء بسبب ارتفاع الأسعار ونقص الموارد المالية.
- الخبراء يرجعون استمرار الغلاء إلى بقاء قسم كبير من مسالك توزيع المواد الغذائية خارج دائرة الرقابة وتأثر السوق التونسية بشكل سريع بالتغيرات العالمية، مع توقعات بصعوبة السيطرة على الغلاء في المدى القريب.

الغلاء في تونس لا يهدأ، خاصة المواد الغذائية، رغم انقضاء شهر رمضان وتراجع أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية، حيث يستمر الغلاء ليصل إلى مستويات قياسية تكاد تخرج عن السيطرة، رغم ترسانة القوانين المكافحة للمضاربة والاحتكار.

وباتت أسعار الغذاء في تونس عبئا على طيف واسع من الأسر التي تعاني من نقص الموارد المالية وارتفاع نسب الديون، ما يدفع العديد منها إلى الاستغناء عن مواد مهمة في سلة الغذاء التقليدية من أبرزها اللحوم الحمراء.

وكشفت بيانات صادرة عن معهد الإحصاء الحكومي الأخير أن زيادة أسعار سلة الغذاء كانت صادمة، بعد ارتفاع ثمن المنتجات الأساسية 35 في المائة رغم انحسار نسبة التضخم إلى حدود 7,2 في المائة. وتتعارض مؤشرات الأسعار محليا مع موجة انخفاض سعر الغذاء في الأسواق العالمية والذي سجّل تراجعا وفق مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في فبراير/ شباط الماضي، وذلك للشهر السابع على التوالي.

أسباب الغلاء في تونس

ويشرح الخبير الاقتصادي مراد الحطاب استمرار انفلات أسعار الغذاء في تونس ببقاء قسم كبير من مسالك توزيع المواد الغذائية خارج دائرة الرقابة، على غرار منظومات بيع اللحوم الحمراء والأسماك، ما يجعل هوامش الربح في هذه المواد عالية وغير قابلة للتأطير.

ويقول الحطاب في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الغلاء في تونس رغم تراجع مؤشر التضخم يثبت أن أسباب التضخم في تونس ليست نقدية، بل مرتبطة أساساً بالاستهلاك ومسالك التوزيع المنفلتة عن أجهزة الرقابة الحكومية.

ويعتبرأستاذ الاقتصاد آرام بالحاج أن من خصوصيات السوق التونسية أنها سريعة التأثر بارتفاع الأسعار عالمياً، غير أن استفادتها من نزول الأسعار غالبا ما تكون بطيئة جداً.

ويؤكد بالحاج في تصريح لـ"العربي الجديد" أن تونس سجلت تباطؤاً في زيادة الأسعار خلال الأشهر الماضية، غير أنها تبقى غير كافية، كما يستمر الحذر بشأن عودة الضغوط التضخمية مع ارتفاع أسعار الطاقة وتمسك البنك المركزي التونسي بتثبيت سعر الفائدة عند نسبة 8 في المائة.

ويرجّح المتحدث أن يستمر الغلاء في تونس عند مستويات عالية نظرا إلى ضعف طاقة التخزين وسعي الدولة إلى خفض كلفة الدعم والاستفادة من تراجع أسعار المواد الأساسية الموردة في السوق العالمية، لا سيما منها الحبوب والزيت والسكر. ويقول: "سيكون من الصعب السيطرة على الغلاء على المدى القريب رغم الانخفاض العالمي لأسعار حزمة مهمة من المواد الأساسية".

ووفق تقرير "الفاو"، سجلت أسعار صادرات الذرة الانخفاض الأكبر في الأسعار في ظلّ التوقعات التي أثّرت على السوق بشأن وجود حصاد كبير في الأرجنتين والبرازيل، إلى جانب الأسعار التنافسية التي تعرضها أوكرانيا سعيًا منها إلى الاستفادة من حسن سير طريق التجارة البحرية.

وفي ما يتعلق بالقمح ، قال التقرير إن "التراجع أتى في الأسعار الدولية نتيجة تدني أسعار التصدير بشكل رئيسي، بفعل تسارع وتيرة التصدير في الاتحاد الروسي، ما دفع الأسعار من مصادر أخرى إلى الانخفاض، وبخاصة في الاتحاد الأوروبي".