بالتزامن مع تصاعد درجات الحرارة في العراق، وما رافقه من انخفاض في ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية في أغلب المحافظات، بدأت الحكومة تنفيذ خطتها لإدخال 50 محطة كهربائية متنقلة الى الخدمة، للسيطرة على ساعات التجهيز، وسط مخاوف من أزمات خطيرة تنعكس عن ضعف تجهيز الطاقة للمواطنين.
وتعدّ أزمة تجهيز الطاقة الكهربائية في البلاد، من أكثر الملفات انعكاسا على الشارع العراقي، إذ تفجرت تظاهرات شعبية واسعة خلال السنوات السابقة بسبب انخفاض ساعات التجهيز.
وانخفضت خلال اليومين الأخيرين ساعات التجهيز، في أغلب المحافظات ومنها بغداد، الى النصف، إذ لا يحصل المواطن على أكثر من 3 ساعات من الطاقة الوطنية في اليوم الواحد.
وبدأت الحكومة مساعي حثيثة لتلافي الأزمة، وافتتح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الخميس الماضي، محطة السماوة الغازية المركبة للطاقة الكهربائية والتي نفذتها شركة جنرال إلكتريك للطاقة، بإشراف وزارة الكهرباء.
فيما أعلنت الشركة اليوم الثلاثاء، إدخال ثلاث محطات تحويلية للطاقة الكهربائية في محافظتي بغداد وكربلاء.
وقال مدير العمليات لحلول الشبكات في الشركة، محمد بنودي، في بيان، إن "تلك المحطات وزعت بواقع واحدة في كل من منطقتي زيونة، والصحافيين، في العاصمة بغداد وأخرى شمال محافظة كربلاء".
وأكد أن " تلك المحطات ستسهم في توزيع الكهرباء من نظيراتها المنتجة على المدن وفك الاختناقات وزيادة استقرار الشبكة مما سينعكس إيجابيا على زيادة ساعات تجهيز الكهرباء في المناطق التي وضعت فيها".
وأشار الى أن "العمل جار على بناء محطات أخرى لإدخالها قبل فصل الصيف المقبل، لتكون جاهزة لتوزيع الطاقة خلال الأشهر الحارة في العراق".
في الأثناء، أعلنت وزارة النفط العراقية، إنجاز مراحل متقدمة من مشروع أنبوب الوقود المغذي لمحطة كهرباء صلاح الدين الحرارية التي سترفد المنظومة قبل الصيف بـ 650 ميغاواط.
وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، في بيان، إن "فرق شركة المشاريع النفطية تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من إنجاز مرحلة عبور أنبوب الوقود المغذي لمحطة كهرباء صلاح الدين الحرارية، بهدف رفد وتعزيز شبكة الطاقة الوطنية، إضافة الى تجهيز كهرباء المحافظة ومناطق شمال بغداد".
ويخطط العراق لإدخال أكثر من 50 محطة الى الخدمة للسيطرة على ساعات التجهيز، وقال عضو لجنة الطاقة البرلمانية، النائب أمجد العقابي، إن "وزارة الكهرباء لديها عدة مشاريع لتوفير كهرباء أفضل خلال الصيف الحالي"، مبينا في تصريح صحافي، أن "الأشهر الأولى من الصيف ربما لم تشهد تحسنا، ولكن يبدأ التحسن نهاية الشهر الخامس وبداية السادس".
وأضاف، أن "الوزارة أعدت خطة لقطاعي النقل والتوزيع وبانتظار دخول أكثر من 50 محطة متنقلة ستصل الى بغداد والمحافظات الوسطى، وهذه المحطات ستفك الكثير من الاختناق، إضافة الى دخول 1500 ميغاواط الى محطة بسماية نهاية يونيو/حزيران المقبل".
وأشار الى أن "تأخير تنفيذ المشاريع جاء نتيجة تأخير إقرار الموازنة وإحالة الأموال"، مبينا أن "وزارة الكهرباء بدأت بوتيرة عالية وبدأت بمشاريع النقل والتوزيع، وهناك الكثير من الخطوط دخلت الخدمة".
وأشار الى أن "وزارة الكهرباء مضت بالتعاقد مع شركة ديالى وشركة الصناعات الكهربائية لتوفير آلاف المحولات في فصل الصيف المقبل لحل أزمة المحولات المعطوبة".