العراق يستبق عتمة الصيف باللجوء إلى كهرباء إيران

04 مارس 2022
تزود إيران العراق بالكهرباء بواقع 1200 ميغاوات عبر 4 خطوط (فرانس برس)
+ الخط -

تسعى الحكومة العراقية إلى استباق أي حادث طارئ قد يؤدي إلى انهيار منظومة الطاقة الكهربائية وتراجع ساعات التجهيز، مع بوادر فصل الصيف الذي يبدأ مبكراً في بلاد الرافدين، فيما يتوقع سياسيون وبرلمانيون تجدد الاحتجاجات الشعبية في حال عدم التوصل إلى حلول بشأن أزمة الكهرباء.

وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية، أخيراً، أن وفوداً رفيعة تضم 3 وزراء ومسؤولين آخرين ستزور إيران قريباً، بهدف الاتفاق على آلية لإعادة تدفقات الغاز ودعم الشبكة الوطنية بكميات إضافية من الطاقة استعداداً لفصل الصيف.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، لفضائية "العراقية" الرسمية، إنه "تم إعداد خطة مبكرة منذ نهاية العام الماضي لتحسين ساعات التجهيز، ونعول على دخول محطات توليد جديدة مع إكمال الصيانات الدورية، وأيضاً أدخلنا خطوطا استراتيجية رابطة بين المحافظات".

وأكد موسى أن "هناك محطات تحويلية وثانوية، وتم فك اختناقات التوزيع وزيادة المغذيات، وهذه كلها نتوقع من خلالها حصول زيادة ساعات التجهيز في الصيف المقبل مع توفر الاشتراطات المطلوبة، منها التخصيصات المالية لدعم قطاع التوزيع، وتقديم سيولة مالية لصالح وزارة الكهرباء لباقي القطاعات، فضلاً عن إنجاح الخطة الوقودية، ويفترض أن يتوفر ذلك قبل فصل الصيف ومن الآن".

وأشار إلى أن "هناك خطوطاً وصلت فيها نسبة الإنجاز إلى 87%، وتحتاج للمزيد من الأموال لتكتمل قبل حلول الصيف، وأيضا معالجة موضوع المناطق العشوائية المتاخمة للشبكات، والتي تشكل أحمالاً إضافية".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وبحسب المتحدث، فإن "الوفود التي ستزور إيران تضم وزراء الكهرباء والمالية والنفط ومدير عام المصرف العراقي للتجارة، بهدف إيجاد حلول لإعادة تدفق كميات الغاز التي يحتاجها العراق".

وواجه العراق، خلال الصيف الماضي، أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ تم قطعها وتقليل كمياتها المصدرة إلى العراق عدة مرات، ما أحرج الحكومة العراقية وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.

عضو البرلمان العراقي باسم خشان أشار إلى أن "أزمة الكهرباء كبيرة وتحكمها مافيات وعصابات سياسية، وهناك إرادات داخلية وخارجية تمنع تقدم العراق في حل هذه المشكلة، كما أن بعض الجهات تمارس الخداع مع العراقيين بالترويج إلى مشاريع غير ملموسة على أرض الواقع، منها الخطط الطارئة لمعالجة المشكلة، ومحاولة إدخال شركات أجنبية"، متوقعاً، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، "تجدد الاحتجاجات في حال انهيار منظومة توليد الطاقة الكهربائية خلال الأشهر القليلة المقبلة".

من جهته، قال عضو تيار "الحكمة" محمد اللكاش إن "الحكومات العراقية خلال الأعوام الماضية فشلت في ترميم منظومات الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية، وظلت تعتمد على الغاز المستورد، وأدى هذا الأمر إلى تحميل الخزينة العراقية أموالاً كبيرة وديوناً قد يتأخر موعد سدادها".

وأوضح اللكاش، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "حكومة الكاظمي تخشى من تجدد الاحتجاجات الشعبية مع قدوم فصل الصيف، وهي تسعى حالياً إلى بدء الحوارات مع إيران من أجل عودة تدفقات الغاز التي انحسرت خلال الأشهر الماضية جرّاء تراكم الديون على العراق، حيث يفترض أن تجهز إيران العراق يومياً بما لا يقل عن 45 مليون متر مكعب من الغاز، لكن التجهيز الحالي يصل إلى 8 ملايين فقط".

ومنتصف العام الماضي، أعلن وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان عن توقيع عقد مدته عامان لتصدير الكهرباء إلى العراق، وذلك خلال زيارته إلى بغداد، ولقائه عدداً من مسؤولي العراق.

وقال أردكانيان، في تصريحات، إن "العقود السابقة لتصدير الكهرباء إلى العراق مدتها سنة واحدة، لكن هذه المرة وقعنا عقدا مدته عامان 2020 و2021".

وأضاف وزير الطاقة الايراني أن "إيران تلقت خلال الزيارة نحو 400 مليون دولار، وهو مبلغ يعادل نصف مستحقاتها من بيع الكهرباء للعراق".

وتزود طهران العراق بالكهرباء بواقع 1200 ميغاوات عبر 4 خطوط، هي خط (خرمشهر - البصرة)، و(كرخة - العمارة)، و(كرمنشاه – ديالى)، و(سربيل زهاب – خانقين)، كما يساهم الغاز المستورد من إيران في تشغيل محطات كهربائية عراقية ترفد المنظومة بما يقارب 3300 ميغاوات.

وأعلن وزير الكهرباء العراقي عادل كريم، في وقتٍ سابق، أن البلاد ستصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية خلال 3 سنوات، مؤكدا وجود مشاريع وإجراءات مهمة لزيادة إنتاج الطاقة وتوفيرها.

وكشفت الوزارة عن وجود خطة للبدء بإنتاج الطاقة المتجددة التي تتولد من الطاقة الشمسية والرياح، مبينة أن طموحها هو الوصول إلى إنتاج أكثر من 7 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة.

المساهمون