أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الجمعة، إحباط عمليات تهريب للنفط من محافظة كركوك (250 كيلومترا شمال البلاد)، من دون أن توضح الجهات المتورطة بالعملية، لكن مسؤولين لمّحوا إلى أن فصائل وجماعات مسلحة تنشط في كركوك تقف وراء عمليات التهريب.
ووفقا لبيان أصدرته وزارة الدفاع العراقية، فإن "الاستخبارات العسكرية وبالتنسيق مع قسم استخبارات المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك (المسؤول عن أمن المحافظة)، تمكنت من إحباط عملية تهريب 36 ألف لتر من النفط الخام من المحافظة"، مبينة أن "العملية جاءت استكمالا لمهامها في ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة والمهربين".
وأشارت إلى أن "العملية تمت استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة، تؤكد وجود صهريج محمل بـ36000 لتر من النفط الخام المهرب، في منطقة ساقزلي في ضواحي محافظة كركوك"، مؤكدة أنه "تم إحباط عملية التهريب والقبض على الشاحنة وسائقها وسيارة مرافقة لها".
ولم يكشف البيان عن هوية المسؤولين عن عملية التهريب، إلا أن مسؤولا في وزارة النفط أكد أن عمليات التهريب تجري بشكل مستمر من المحافظة، وهناك تورط لمليشيات وجماعات مسلحة في إدارة عمليات التهريب مع أطراف وجهات أخرى خارج المحافظة"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن عملية التهريب التي جرى إحباطها هي الثانية من نوعها في أقل من أسبوعين.
وأكد أن "استمرار عمليات التهريب من دون تحرك الحكومة لإنهائها يتسبب بخسائر مالية كبيرة للمحافظة، الأمر الذي يستدعي عدم إهمال الملف".
الجانب الكردي من جهته، أكد أن هناك تواطؤا من قبل الأجهزة الأمنية ومسؤولين محليين في كركوك مع عمليات التهريب، وقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني حسن كركوكلي إن "هناك خوفا وتواطؤا مع جهات مسلحة في ملف تهريب النفط، خاصة من حقول غربي كركوك المتمثلة بحقل خبّاز النفطي".
وبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "وزارة الدفاع تؤكد إحباط عملية تهريب واعتقال منفذين، لكنها لم تستطع كشف هوياتهم، بل إنها غضت النظر عن كشف الهويات والارتباطات".
وأشار إلى أن "عمليات التهريب التي تتم وبكميات كبيرة جدا أثرت حتى على الملف السياسي بالمحافظة، إذ إن الجهات السياسية المستفيدة منها تمنع إجراء حوار لعودة قوات البيشمركة لكركوك"، محملا الحكومة المركزية "مسؤولية كل ما يجري من نهب لنفط كركوك، واستغلال السلاح المنفلت بتنفيذ تلك العمليات".
ويعد ملف تهريب النفط في العراق من الملفات الشائكة، إذ كان تنظيم "داعش" يعتمد على التهريب في المحافظة والمحافظات الأخرى التي سيطر عليها في السنوات السابقة، بالحصول على أموال طائلة انعكست على قوته العسكرية، فيما سيطرت المليشيات المسلحة بعد تحرير تلك المحافظات على آبار نفطية كثيرة، وبدأت إدارة التهريب المنظم فيها.