- تم إصلاح وتأهيل الخط النفطي البالغ طوله 950 كيلومترًا، بجهود محلية بعد تضرره في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية، مما جعله جاهزًا لاستئناف التصدير إلى تركيا.
- يحمل الخط النفطي العراقي التركي أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة للعراق، بطاقة تشغيلية تتجاوز 500 ألف برميل يوميًا، مما يعزز الإيرادات المالية للبلاد ويفتح آفاقًا جديدة للتصدير نحو أوروبا والولايات المتحدة.
بدأت شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط العراقية، الضخ التجريبي في الخط العراقي التركي، لغرض تحديد سلامة الأنبوب، وتهيئته بصورة نهائية لمعاودة التصدير عبر الخط الممتد من كركوك إلى ميناء جيهان التركي، بعد توقف دام تسع سنوات، في خطوةٍ لتعزيز قدرة العراق على تصدير إنتاجه النفطي وتحقيق عوائد مالية تصل إلى 35 مليون دولار يومياً.
ويبلغ الإنتاج الحالي لشركة نفط الشمال بحدود 350 ألف برميل يومياً، يخصص منه 10 آلاف برميل للتصدير إلى الأردن وبحدود 100 ألف برميل لوحدات التصفية والتكرير المحلية في المصافي، وكذلك يتم تجهيز بعض المصافي الأهلية في محافظات أربيل والسليمانية (شمالاً) بكميات محددة من وزارة النفط، لغرض التكرير وإنتاج البنزين وباقي المشتقات النفطية.
وقال باسم محمد وكيل وزارة النفط العراقية لشؤون الاستخراج لوكالة "رويترز" اليوم الاثنين، إن بغداد تعمل على تأهيل خط أنابيب من شأنه أن يتيح لها ضخ 350 ألف برميل يوميا من النفط إلى تركيا بحلول نهاية الشهر، مضيفا أن إصلاح الأجزاء المتضررة داخل العراق واستكمال إنشاء محطة ضخ أساسية ستكون المرحلة الأولى من عمليات إعادة خط الأنابيب إلى طاقته الكاملة.
وأوضحت شركة نفط الشمال، في بيان لها السبت الماضي، أن وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج، باسم محمد خضير، عقد اجتماعاً مشتركاً ضمَّ المديرين العامين للشركات النفطية (نفط الشمال، خطوط الأنابيب النفطية والمشاريع النفطية) والكوادر المتقدمة في تلك الشركات لمناقشة الأعمال المنجزة في تأهيل خط الأنبوب النفطي العراقي – التركي".
ويبلغ طول أنبوب خط النقل النفطي 950 كيلومتراً، 350 منها داخل الأراضي العراقية وتضم خمس محطات ضخ نفطي، فيما يبلغ طول الأنبوب في الأراضي التركية 600 كيلومتر بدءاً من منطقة فيش خابور الحدودية وانتهاءً عند محطة ميناء جيهان التركي.
وذكر مصدر في شركة نفط الشمال، أن كوادرهم ما زالت تعمل على تهيئة الخط العراقي التركي الممتد من حقول كركوك النفطية الى ميناء جيهان التركي، وأن تأهيل الأنبوب البالغ طوله 350 كيلومتراً تم بجهود محلية في شركتي نفط الشمال والخطوط النفطية.
وأوضح المصدر أن عمليات الإصلاح شملت العمل على الأجزاء المتضررة في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية وتدهوراً أمنياً بعد عام 2014، بين محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى، شمالي العراق.
وأشار إلى أن شركة نفط الشمال عملت على مدار الأشهر الماضية على تبديل الأجزاء المتضررة بالكامل، وبات جاهزاً لنقل الكمية التي تحددها وزارة النفط العراقية لغرض معاودة استئناف تصدير النفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي.
وأكد المصدر أن شركة نفط الشمال بدأت تشغيل الطاقة الكهربائية للمحطة من خلال المحطة المتنقلة، وكذلك التشغيل التجريبي للمحركات الكهربائية الرئيسية، إضافة إلى توصيل الكهرباء إلى مواقع المحطة.
ويمتلك العراق مسارين للنفط عبر الأنابيب مع تركيا، الأول من خلال حقول إقليم كردستان العراق (المحافظات الشمالية) وهو متوقف جراء نزاع قانوني بين بغداد وأربيل منذ قرابة عام، والثاني من كركوك توقف نتيجة هجمات إرهابية عام 2014 نفذها تنظيم "داعش".
أضرار كبيرة
إلا أن الخبير في مجال الطاقة، كوفند شيرواني، استبعد أن يتم إكمال إعادة تأهيل الخط الناقل للنفط وتشغيله من العراق إلى تركيا قبل نهاية العام الحالي 2024.
وقال شيرواني، لـ"العربي الجديد"، إن التوقف لمدة 9 سنوات ترك أضراراً كبيرة تمثلت بخروج أنابيب عن الخدمة، فضلاً عن حالات الصدأ والتهالك التي تعرضت لها أجزاء واسعة من الخط.
وأكد شيرواني، أنه لا يمكن تشغيل الخط خلال الفترة الحالية، لأن أعمال الصيانة تحتاج إلى فترة طويلة، وقد تستغرق مدة الصيانة ثمانية أشهر قادمة تقريباً.
وأفاد أن الخط النفطي مكون من أنبوبين، الأول بقطر 40 عقدة، وهو متوقف عن العمل منذ سنوات طويلة، أما الخط الثاني بقطر 46 عقدة وهو الذي يتم العمل على إعادته للخدمة التصديرية بالاتفاق مع الجانب التركي.
وشدد شيرواني، على أن اعادة عمل الخط يتطلب تفعيل اتفاقية تصدير النفط عبر الأراضي التركية التي عقدت عام 1973، وأدخلت عليها تحديثات في أعوام 1976 و1985 وصولاً إلى 2010، العام الذي تم فيه تمديد العمل بالاتفاقية التي تضمنت آلية تصدير النفط عبر الأراضي التركية.
الأهمية الاقتصادية
ويرى مختصون أن هناك أهمية اقتصادية كبيرة للخط النفطي العراقي - التركي، حيث يمكن أن تتجاوز الطاقة التشغيلية للخط بحدود 500 ألف برميل يومياً، مما يحقق عوائد مالية تصل إلى 35 مليون دولار يومياً.
وقال الباحث الاقتصادي، أحمد عبد الله، إن العراق ملتزم بقرارات منظمة أوبك التي ألزمته بكمية الصادرات النفطية بحدود 3.4 ملايين برميل يومياً، واستئناف الضخ النفطي من كركوك باتجاه تركيا لا يؤثر على كمية الصادرات وحجم الإيرادات، إلا من خلال فتح منافذ جديدة للتصدير عبر عقد اتفاقيات مع بلدان أوروبية.
وأفاد عبد الله، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الخط النفطي الشمالي يمكن أن بديلاً لمنافذ نقل صادرات النفط الأخرى في جنوب العراق، عند تعرض أي منها لأي مخاطر أو توقفات، ليواصل خط نفط كركوك - جيهان التصدير باتجاه أوروبا والولايات المتحدة.
وأضاف، أن الأحداث الدائرة في البحر الأحمر واستهداف الحوثيين للسفن والبواخر، وتدهور الوضع الأمني هناك على خلفية أحداث غزة، سيزيد من الأهمية الاستراتيجية للأنبوب النفطي.