الضائقة المعيشية ترخي ظلالها على "الجمعة السوداء" في أوروبا وأميركا

25 نوفمبر 2022
موجة التضخم أنهكت المستهلكين حول العالم لا سيما في الأسواق الأوروبية والأميركية (Getty)
+ الخط -

يأمل تجار التجزئة على ضفّتي الأطلسي أن تجذب تخفيضات يوم "الجمعة السوداء" المتسوقين المكتوين بالغلاء والضرائب والفواتير المتصاعدة، رغم تأكل قدرتهم الشرائية والتهائهم بمجريات كأس العالم لكرة القدم 2022، الذي تتواصل فعالياته في دولة قطر.

ويخشى تجار التجزئة في جميع أنحاء أوروبا أن يكون موسم التداول العام لعيد الميلاد هو الأسوأ خلال عقد من الزمان على الأقل، حيث تتناقص أعداد المتسوقين، في حين أنّ تكاليف ممارسة الأعمال التجارية لا تظهر أي علامة على التراجع، ما يؤدي إلى تقلص هوامش أرباح التجار والشركات.

وقد أدى التضخم الذي تجاوز 10% إلى إضعاف القوة الشرائية للمستهلكين، كما أنّ ثقتهم هي أيضاً قريبة من الأكثر كآبة على الإطلاق، حيث تضيف فواتير الطاقة المرتفعة إلى تكلفة المعيشة المتصاعدة.

لكن للمساعدة في الميزانية المالية، بدأ المستهلكون التسوق في عيد الميلاد في وقت مبكر من هذا العام، ولا يزال الكثيرون على استعداد للتسوق يوم "الجمعة السوداء". ومع ذلك، قد يكون لدى بعض المستهلكين أولويات أخرى، حيث تعمل ويلز وإنكلترا وهولندا وبولندا جميعاً يوم الجمعة في كأس العالم.

ونقلت "رويترز"، اليوم الجمعة، نتائج دراسة أجرتها "غلوبال داتا فور فاوتشر كودز" GlobalData for VoucherCodes، تتوقع أن ينفق البريطانيون 8.7 مليارات جنيه إسترليني (10.5 مليارات دولار) خلال عطلة نهاية أسبوع "الجمعة السوداء"، التي بدأت اليوم الجمعة وتنتهي الإثنين المقبل، بزيادة 0.8% على أساس سنوي، لكنها تخفي انخفاضاً كبيراً في الأحجام لمجرد احتساب معدل التضخم. (الدولار = 0.8273 إسترليني).

كما يُظهر بحث أجرته الشركة الاستشارية "ماكينزي" أنّ رُبع المستهلكين في المملكة المتحدة قاموا بالفعل بالتسوق لعيد الميلاد، بينما يخطط حوالي واحد من كل 10 للقيام بمعظم التسوق في يوم "الجمعة الأسود".

وأفادت "آيديلو" Idealo، وهي بوابة إلكترونية أوروبية لمقارنة الأسعار، بأنّ 65% من المتسوقين الإيطاليين عبر الإنترنت مستعدون لشراء منتج خلال الحدث.

وفي فرنسا، يخطط 70% للتسوق في يوم "الجمعة السوداء" وإثنين الإنترنت، وفقاً لبحث أجرته شركة "برايس ووتر هاوس فرانس" PwC France.

ومع ذلك، فإنّ الإسبان أقل حرصاً، حيث يخطط 24% فقط من المتسوقين للاستفادة من صفقات "الجمعة السوداء" للحصول على السبق في التسوق في عيد الميلاد، وفقاً لـ"الجمعية الإسبانية لشركات السلع الاستهلاكية الجماعية".

وفي الولايات المتحدة، توقع "الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة" NRF ارتفاع مبيعات العطلات بوتيرة أبطأ هذا العام، بينما توقعت "أمازون" أبطأ نمو في الإيرادات لأي فترة عطلة منذ سنوات.

وحثت مبادرة "مايك أمازون باي" Make Amazon Pay عمال مواقع "أمازون" في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، على الإضراب في يوم "الجمعة السوداء"، واستهداف بائع التجزئة عبر الإنترنت في أحد أكثر أيام التسوق ازدحاماً في العام، من أجل الضغط باتجاه تحسين أجورهم.

وفي بريطانيا، تعتبر الجمعة السوداء مهمة بشكل خاص لأمثال مجموعة المتاجر متعددة الأقسام "جون لويس" John Lewis، وتجار التجزئة للأجهزة الكهربائية الاستهلاكية "كاريز إيه أو ورلد" Currys  AO World، ومتاجر التجزئة العامة للبضائع "آرغوس" Argos، والتي تعد جزءا من مجموعة السوبرماركت "ساينبيري" Sainsbury.

كبير الإداريين التجاريين في "كاريز"، إد كونولي، قال لراديو "بي بي سي": "إننا نشهد تغييراً كبيراً في السلوك، ونرى الناس يعطون الأولوية لأشياء مثل المنتجات المحلية الأساسية، أشياء مثل أفران الميكروويف، والمقلاة الهوائية ومجففات الملابس ذات المضخات الحرارية".

ويقول المؤيدون إنّ العروض الترويجية المخطط لها بعناية بتعاون وثيق مع الموردين العالميين تسمح لتجار التجزئة بزيادة المبيعات والحفاظ على هوامش الربح، فيما يجادل الرافضون بأنّ الخصومات تمتص مبيعات عيد الميلاد الآجلة مع انخفاض الأرباح، وتقوض رغبة المستهلكين في دفع السعر الكامل مرة أخرى قبل الاحتفالات.

المساهمون