تخطط الصين لأخذ حصة الأسد من استخراج النفط العراقي، وذلك وفقًا لمصدر كبير يعمل عن كثب مع وزارة البترول الإيرانية، تحدث حصريًا إلى نشرة "أويل برايس" الأميركية المتخصصة في الطاقة مساء يوم الثلاثاء.
ووفقاً للمصدر، من المقرر أن تصبح شركة "بتروتشاينا" المشغل الرئيسي الوحيد لحقل "غرب القرنة 1" النفطي العملاق في العراق، حيث اقتربت شركة "أكسون موبيل" من بيع حصتها البالغة 32.7 بالمائة في الحقل.
ومنحت وزارة النفط العراقية في الأسبوع الماضي ستة امتيازات نفطية لثلاث شركات من الصين في إطار جولة التراخيص الخامسة، بحسب تصريحات وزير النفط العراقي حيان عبد الغني.
وحقل "غرب القرنة 1" من الحقول الضخمة في العالم إلى جانب حقل مجنون.
ويقع الحقل على بعد حوالي 65 كيلومترًا من البصرة، مركز النفط والتصدير الرئيسي في جنوب العراق، ويحتوي على جزء كبير من الاحتياطيات النفطية العراقية القابلة للاستخراج والمقدرة بنحو 43 مليار برميل في العراق، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وتضم منطقة "غرب القرنة" الغنية بالبترول حقلي نفط كبيرين، هما "غرب القرنة 1" و"غرب القرنة 2".
وحسب تقرير في نشرة "أويل برايس"، كان يُعتقد أن حقل "غرب القرنة 1" يحتوي على حوالي 9 مليارات برميل من هذه الاحتياطيات، لكن وزارة النفط العراقية قالت في أوائل عام 2019، إن احتياطيات الحقل القابلة للاستخراج تزيد عن 20 مليار برميل.
وأضافت الوزارة أن الخطط تهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للحقل من النفط الخام إلى أكثر من 700 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2025 من مستوى الإنتاج الحالي الذي يراوح بين 450 ألفا و500 ألف برميل يوميًا.
وتمتاز حقول النفط العراقية بكلفة استخراج ضئيلة للغاية مقارنة بكلف الاستخراج بالحقول العالمية، حيث تراوح كلفة استخراج برميل النفط الخام من حقل "غرب القرنة 1" بين دولار ودولارين للبرميل فقط، باستثناء النفقات الرأسمالية.
وحسب خبير الطاقة البريطاني سايمون واتكنز، في تحليل عن أسواق النفط العالمية، كان من المفترض أن يمنح عقد تطوير حقل "غرب القرنة 1" فقط لشركة هندسة البترول والإنشاءات (CPECC) الصينية في منتصف عام 2021.
وكان العقد الهندسي الذي تبلغ قيمته 121 مليون دولار يهدف في البداية إلى تحديث المرافق المستخدمة لاستخراج الغاز المصاحب للبترول أثناء إنتاج النفط الخام، لكن المشروع توسع وعمق في نطاقه وحجمه ليشمل الأهداف التي تتوافق مع أنشطة "بتروتشاينا".
وتم استخدام نموذج العقد الهندسي نفسه لمنح شركة "سي بي إي سي سي ـــ CPECC" الصينية لتطوير حقل مجنون النفطي العملاق المجاور للعراق، بعدما قررت شركة شل البريطانية الخروج من تطوير الحقل في عام 2017.
قبل منح CPECC عقد حقل مجنون، تم توقيع عقدين لصالح الصين، كان أحدهما مع شركة Hilong Oil Service "هيلونغ أويل للخدمات والهندسة" لحفر 80 بئراً بكلفة 54 مليون دولار، والآخر مع شركة الحفر العراقية - بمساعدة صينية - لحفر 43 بئراً بكلفة 255 مليون دولار.
وبعد فترة وجيزة من هذه العقود، دخلت شركة "أنتون أويل ـ Anton Oil" كمستثمر أيضاً في النفط العراقي، حيث وقعت عقد "إدارة مشروع وخدمات التطوير" بحقل مجنون. وتقدر احتياطات حقل مجنون بنحو 38 مليار برميل من النفط.
وتسعى الشركات الصينية لزيادة إنتاج النفط من حقل مجنون النفطي من مستواه الحالي البالغ حوالي 240 ألف برميل يوميًا إلى 600 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2026.
وحقل مجنون حقل مشترك بين العراق وإيران، يُعرف في إيران باسم "أزاديغان"، والذي ينقسم بدوره إلى حقلين عملاقين - شمال أزاديغان وجنوب أزاديغان وتقوم شركة البترول الوطنية بتشغيل الحقل.
وعلى الرغم من أن شركة "بتروتشاينا"، الذراع المدرجة لشركة البترول الوطنية الصينية، اشترت حصة 32.7 في المائة من حقل "القرنة 1" في الوقت نفسه تقريبًا الذي استحوذت فيه شركة “أكسون موبيل" الأميركية على حصتها ذات الحجم المماثل في الحقل، كانت الصين منذ فترة طويلة الشريك المهيمن في "القرنة 1"، وتمكنت من تحقيق ذلك من خلال العديد من الصفقات.