الصين: "ديدي" تهجر بورصة نيويورك والعقارية "كايسا" مهدّدة بالتخلف عن سداد ديونها

03 ديسمبر 2021
خسرت "ديدي" حوالى 45% من قيمتها خلال 5 أشهر في سوق نيويورك للأوراق المالية (Getty)
+ الخط -

تطوران لافتان رُصدا في عالم الشركات الصينية الكبيرة اليوم الجمعة، الأول خروج "ديدي تشوتشينغ" التي تعادل "أوبر" من بورصة نيويورك بضغط من سلطات بكين، والثاني الوضع المالي الحرج الذي وصلت إليه المجموعة العقارية "كايسا" المهدّدة بالتخلف عن سداد ديونها.

فقد حذرت "كايسا غروب هولدينغ" من أنها قد تفشل في سداد سندات بقيمة 400 مليون دولار مستحقة الأسبوع المقبل، الأمر الذي يزيد من الضغوط المالية في صناعة تكافح لتجنب التخلف عن سداد ديون بمليارات الدولارات، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس".

كما أعلنت "ديدي"، في بيان مقتضب، أنها ستنسحب، اليوم الجمعة من بورصة نيويورك التي انضمت إليها منذ الصيف، لتصبح بذلك ضحية المنافسة بين بكين وواشنطن في قطاع التكنولوجيا، كما أوردت "فرانس برس".

وقالت المجموعة، في بيانها، إنها "بدأت بعد دراسة متأنية، عملية انسحاب من بورصة نيويورك بمفعول فوري، وبدأت الأعمال التحضيرية لاكتتاب في بورصة هونغ كونغ".

ويشكل ذلك ضربة قاسية للمساهمين، إذ إنّ الشركة خسرت خلال 5 أشهر في سوق نيويورك حوالى 45% من قيمتها، بعدما تم تشجيع الشركات الناشئة الصينية على القيام بعمليات اكتتاب في الولايات المتحدة من أجل تطورها.

وفي عام 2014، أطلقت مجموعة "علي بابا" العملاقة للتجارة الإلكترونية أكبر عملية اكتتاب أولية على الإطلاق في "وول ستريت" جمعت خلالها 25 مليار دولار.

لكن في أجواء المواجهة المتصاعدة مع واشنطن، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، تشجع بكين الآن الشركات الصينية الناشئة على جمع أموال في بورصاتها (هونغ كونغ أو شنغهاي أو شنتشن أو الآن بكين).

وخلافاً للكثير من الشركات الصينية الأخرى، أبقت "ديدي" عمليتها للاكتتاب في الولايات المتحدة في نهاية يونيو/حزيران، وجمعت المجموعة التي تهيمن على سوق حجز السيارات مع سائق في بلادها نحو 4.4 مليارات دولار.

لكن العملية أثارت استياء بكين التي تخشى انتقال بيانات حساسة إلى الولايات المتحدة. وقد فتحت السلطات الصينية تحقيقا إداريا ضد ديدي مرتبطا بجمعها بيانات خاصة.

ومنعت السلطات الصينية تحميل تطبيق الشركة في إجراء غير مسبوق ضد مجموعة كبيرة للتكنولوجيا. لكن الإجراء لم تكن له نتيجة لأن مستخدمي "ديدي" كانوا قد حملوا التطبيق على هواتفهم.

المتخصصة في القانون الصيني لدى جامعة هونغ كونغ، أنجيلا تشانغ، قالت لوكالة "فرانس برس"، إنّ هذا القرار "ليس مفاجئاً" بعد "الدرس الصعب" الذي لقنته السلطات الصينية لضبط الأسواق لـ"ديدي". وأضافت: "الآن ستأخذ كل شركات التكنولوجيا الصينية على محمل الجد قضايا أمن البيانات".

وجاء قرار الشركة بعد ساعات على تبني الولايات المتحدة قواعد تقضي بقيود أكثر صرامة على الشركات الأجنبية المدرجة في البورصة. فقد باتت هيئة تنظيم السوق المالية الأميركية "هيئة الأوراق المالية والبورصات" مخولة شطب المجموعات التي لا تخضع حساباتها للتدقيق من قبل شركة معتمدة.

المساهمون