يتجه مجلس الشيوخ الأميركي لتبني تشريعين، اليوم الخميس، لإنهاء العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وحظر استيراد نفطها.
كان مشروعا القانونين تعثرا في مجلس الشيوخ، ما أحبط النواب الذين يريدون تصعيد رد الولايات المتحدة على حرب روسيا مع أوكرانيا. وقال زعيم الأغلبية في المجلس تشاك شومر إنّ على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتحمل المسؤولية عما وصفها شومر بـ"جرائم الحرب ضد أوكرانيا".
ويمهد تشريع تعليق التجارة الطريق أمام الرئيس الأميركي جو بايدن لفرض رسوم جمركية أعلى على بعض الواردات الروسية. ومن شأن مشروع القانون الذي يحظر النفط الروسي تقنين القيود التي وضعها بايدن بالفعل من خلال أوامر تنفيذية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب عبر تقنية الواقع الافتراضي أمام الكونغرس الشهر الماضي، إنّ "هناك حاجة إلى حزم جديدة من العقوبات باستمرار كل أسبوع حتى تتوقف الآلة العسكرية الروسية".
وفي السياق ذاته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الخميس، إنّ المجموعة الخامسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، بما في ذلك حظر واردات الفحم، قد يُتفق عليها اليوم الخميس أو غداً الجمعة.
وفي هذه الأثناء، شدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم الخميس، على أنّ بلده سيواصل مطالبة الغرب بحظر النفط والغاز الروسيين بعد غزو موسكو بلاده. وقال للصحافيين في مقر حلف شمال الأطلسي، في مؤتمر مشترك مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: "سنواصل الإصرار على الحظر الكامل للنفط والغاز".
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ "الحرب الاقتصادية" التي شنتها الولايات المتحدة ضد روسيا ارتدت على اقتصادها الذاتي.
وقال مدير إدارة أميركا اللاتينية بوزارة الخارجية الروسية ألكسندر شيتينين، في تصريح صحافي، إنّ الحرب الاقتصادية التي شنتها الولايات المتحدة ضد روسيا ارتدت على اقتصادها الذاتي، ما أدى، من بين أمور أخرى، إلى طمس موقف واشنطن المبدئي بشأن كاراكاس الرسمية والاتصالات مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وأشار شيتينين، أمس الأربعاء، إلى أنّ واشنطن أجرت اتصالات مباشرة مع كاراكاس في الظروف الحالية تؤكد بوضوح انتهازية سياستها الخارجية، لافتاً إلى أنّ الحرب الاقتصادية التي شنتها واشنطن ضد روسيا ارتدت على الاقتصاد الأميركي نفسه.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد التقى، في 5 مارس/آذار الماضي، وفداً من حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، واتفق الطرفان على العمل على تحديد صيغ للتعاون متبادل المنفعة وجدول الأعمال للمستقبل، لمناقشة "عدد من القضايا، بما في ذلك أمن الطاقة".
يذكر أنّ فنزويلا كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة في عام 2019، بعد أشهر من عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب الرئيس مادورو عام 2018 وفرضها حزمة عقوبات على كاراكاس، لا سيما حظر استيراد النفط منها.
وفرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا على خلفية الحرب التي شنتها روسيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي ضد أوكرانيا، في محاولة للضغط على موسكو لوقف هذه الحرب.
(أسوشييتد برس، رويترز، قنا)