الشركات الأميركية تتقدّم في الحد من التمييز العرقي في وظائفها

09 مارس 2021
شركات تتقدّم وأُخرى تتخلف في تعزيز توظيف أصحاب البشرة الملوّنة (Getty)
+ الخط -

كشفت بيانات جديدة وقائع حول تقدم على مستوى الحد من التمييز الحاصل في الشركات الأميركية، وخصوصاً بحق السود واللاتينيين لمصلحة البيض، لا سيما في المراكز العليا والتنفيذية، وذلك بتأثير من حركة "بلاك لايفز ماتر" Black Lives Matter، التي نظمت عدة احتجاجات في السابق. فماذا في التفاصيل؟

كجزء من مبادرة لتتبع استجابة الشركات لحركة "بلاك لايفز ماتر"، حصلت "بلومبيرغ" على تصنيفات تفصيلية لعدد الموظفين الأميركيين حسب العرق والجنس عبر فئات الوظائف في 37 من أصل 100 شركة من أكبر الشركات في الولايات المتحدة، مقارنة مع 25 شركة في خريف العام 2020. وتعهدت 30 شركة أُخرى بتقديم المعلومات في المستقبل القريب.

أليسون أومينز،  وهي كبيرة مسؤولي الاستراتيجية في "جست كابيتال" JUST Capital، التي تضغط على الشركات لنشر مثل هذه البيانات، تقول إن "هذه خطوة مهمة إلى الأمام في قياس التنوع داخل الشركات، كخطوة أولى في دفع العدالة العرقية".

وترسم البيانات التي حصلت عليها "بلومبيرغ" صورة للشركات التي لا تزال تكافح لإضافة المزيد من العمال السود واللاتينيين، خاصة في الرتب العليا.

ومن الأرقام المتوافرة، تبين أن 4 شركات فقط من أصل 37 توظف أشخاصاً سوداً في 10% أو أكثر من الأدوار التنفيذية والإدارية، رغم أن السود يشكلون حوالى 13% من سكان الولايات المتحدة. كما جاء تمثيل ذوي الأصول الإسبانية في مرتبة متأخرة عن الشخصيات الوطنية في العديد من الشركات.

الوضع أسوأ بالنسبة للنساء

وكانت أرقام التمثيل في كثير من الأحيان أسوأ بالنسبة للنساء ذوات البشرة الملونة، حيث إن شركة واحدة فقط هي "ماكدونالدز كورب" McDonald’s تجاوزت عدد سكان الولايات المتحدة في النسبة المئوية بالنسبة للمديرات التنفيذيات والمديرات ذوات البشرة السمراء ومن أصل إسباني.

وكانت شركة "فيريزون كوميونيكايشنز" Verizon Communications Inc في صف النساء السوداوات، وكذلك شركة "ستاربكس" Starbucks Corp بالنسبة للنساء من أصل إسباني، بينما لم تكن قريبة من معدلاتها غالبية الشركات الأُخرى.

وتُظهر ردود بعض الشركات الأميركية الكبرى أنها تفتح أبوابها للتدقيق العرقي الآن أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعدما دفعت احتجاجات حركة "بلاك لايفز ماتر" في الصيف الماضي، والتي حفزها مقتل جورج فلويد في مينيابوليس في مايو/ أيار الماضي، مزيداً من الشركات إلى اتخاذ خطوات على خط تحسين تنوّع موظفيها.

وخلال الأشهر الستة الماضية، أضاف عدد أكبر من الشركات التي استطلعتها "بلومبيرغ" مسؤولي تنوّع كبار، وحددت أهدافاً لتمثيل الأقليات، وأنشأت برامج تنسيقية مع كليات وجامعات السود، وأضافت أشخاصاً سوداً ومن أصحاب البشرة الداكنة إلى مجالس إداراتها.

أهداف لتعزيز التكافؤ

وقد حددت شركات عدة، بما في ذلك "ماكدونالدز" McDonald’s و"بريستول مايرز سكويب" Bristol Myers Squibb Co و"ويلز فارغو أند كو" Wells Fargo & Co، أهدافاً تم الكشف عنها للجمهور لتعزيز تمثيل السود والأقليات في السنوات القادمة. وتسمح هذه الأهداف للمستثمرين والموظفين والعملاء بمتابعة تقدمهم بطرق لم تكن متاحة سابقاً.

على هذا الصعيد، قالت شركة "سيتي غروب" Citigroup Inc، إنها ستزيد عدد الأشخاص السود في بعض المناصب العليا إلى ما لا يقل عن 8% بحلول نهاية العام 2021، صعوداً من 6% في العام 2018.

وقد حددت شركات أُخرى أهدافاً طويلة المدى. إذ تهدف شركة "كوكا كولا" Coca-Cola، إلى جعل قوتها العاملة تعكس بيانات التعداد السكاني في الولايات المتحدة على أساس العرق بحلول العام 2030، وهو هدف يُعرف باسم "التكافؤ السكاني" الذي أثبت حتى الآن أنه بعيد المنال بالنسبة إلى الشركات الأميركية.

شركات تتقدّم وأُخرى متخلفة

ومن الشركات البارزة "تارغيت كورب" Target Corp، التي تتفوق على نظيراتها في مجال البيع بالتجزئة من حيث حصة العمال السود واللاتينيين في القوة العاملة الإجمالية لديها. ومع ذلك لم تظهر هذه المكاسب بعد في المناصب القيادية.

وتتفوق "ماكدونالدز" على منافسيها بالنسبة للعمال ذوي الأصول الإسبانية في إجمالي القوة العاملة بنحو الثُلث، وهذا ما يُترجم أيضاً إلى حصة في المناصب التنفيذية العليا.

في المقابل، تتخلف شركة "ستاربكس" عن شركات قطاعها في نسبة العاملين من أصل إسباني في الأدوار القيادية، لكنها تتفوق على أقرانها في المديرين التنفيذيين والمديرين السود، كما أن لديها أعلى نسبة من النساء في القوى العاملة من بين الشركات البالغ عددها 33 شركة، وذلك بنسبة تبلغ 67%.

وتمتلك شركة "نفيديا كورب" Nvidia Corp لصناعة الرقائق، أكبر عدد من القوى العاملة من الذكور مقارنة بأقرانها، وهي أيضا الشركة الوحيدة التي تضم غالبية القوى العاملة الآسيوية.

وتبرز شركة "بيوجين" Biogen Inc، من قطاع صناعة الأدوية والشركات بشكل عام، من حيث تم تحديد 36% من القوة العاملة الفنية لديها على أنها "سوداء" Black. وتتفوق شركة "بيبسيكو" PepsiCo Inc أيضاً على أقرانها بالنسبة للموظفين السود في الأدوار الفنية.

المساهمون