السيسي: البنك المركزي تلقى الدفعة الأولى من استثمارات رأس الحكمة

28 فبراير 2024
توقعات باقتراب تعويم الجنيه مع بدء وصول دفعات صفقة رأس الحكمة (الأناضول)
+ الخط -

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إن "البنك المركزي تلقى، أمس، جزءاً من الدفعة الأولى من استثمارات دولة الإمارات في مشروع رأس الحكمة، وفي انتظار جزء آخر يماثله بعد غد الجمعة".

واعتبر أن "تلقي بلاده 35 مليار دولار، في غضون الشهرين المقبلين، هو شكل من أشكال المساندة والدعم من الأشقاء في الإمارات".

وتوجه السيسي بالشكر إلى رئيس دولة الإمارات، قائلاً: "الشيخ محمد بن زايد شقيقي وحبيبي، والاتفاق الذي جرى بين البلدين خضع لمبادئ الشفافية، في ضوء ما أعلنه رئيس الوزراء المصري من حيث الشراكة ومساحة المشروع، والذي نستهدف بأن يكون أكبر مشروع سياحي مطل على البحر المتوسط".

وأضاف السيسي، في حفل "قادرون باختلاف" المخصص لذوي الإعاقة: "نتمنى من الأشقاء الإماراتيين تنفيذ المشروع بتحويل رأس الحكمة إلى مدينة عالمية، قابلة للحياة طوال العام. والاتفاق مع الأشقاء في الإمارات جاء من دون حرج، لأننا يجب أن نكون داعمين لبعضنا البعض على الدوام، ونسهم بكل ما نملك في تحقيق ذلك".

وتابع: "نحن في عالم الحقيقة غير واضحة فيه لحكمة ربانية، ولا يمكن أن يضيع أحد في وجود الله وعظمته. نحن ظروفنا صعبة، وصفقة رأس الحكمة فضل من الله سبحانه وتعالى، ولذلك يجب أن نسجل هذا الموقف لدولة الإمارات، لأن الظرف الاقتصادي في مصر كان صعباً منذ أزمة جائحة كورونا، وكل أزمة شهدها العالم بعدها كان لها تأثيراً علينا".

وزاد السيسي بقوله: "نتمنى أن تنتهي أزمة قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، ونحن نحرص - ما أمكن - على التخفيف على الأشقاء الفلسطينيين في هذا الصراع. في أوقات الصراع يوجد كلام كثير يُقال، البعض منه صادق، والآخر غير حقيقي، ولكننا حريصون على أن يكون منفذ (معبر) رفح الحدودي فرصة وسبيلاً ومساراً لتقديم المساعدات والإغاثة، على الرغم من صعوبة الأمر".

وواصل قائلا : "نحن أناس - بفضل الله سبحانه وتعالى - شرفاء وأمناء ومخلصين، لا نكذب ولا نتآمر. أصل هانروح (سنذهب) من ربنا فين؟"، على حد تعبيره.

وأصدر السيسي، الثلاثاء، قراراً جمهورياً برقم 55 لسنة 2024 بتخصيص مساحة 170 مليوناً و800 ألف متر مربع لإنشاء مدينة رأس الحكمة الجديدة على البحر المتوسط، شرقي محافظة مرسى مطروح، وذلك نقلاً من الأراضي المملوكة للقوات المسلحة (الجيش) لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعة لوزارة الإسكان.

ونص القرار على استخدام هذه المساحة من الأرض في إقامة مشروع رأس الحكمة السياحي السكني المتكامل، الذي تتشارك فيه الحكومة ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية، مع دولة الإمارات ممثلة في شركة أبو ظبي للتنمية القابضة (ADQ)، باستثمارات تصل قيمتها الإجمالية إلى نحو 150 مليار دولار حتى الانتهاء من تنفيذ المشروع.

ومن المقرر تأسيس شركة جديدة باسم رأس الحكمة لتولي تطوير المشروع، الذي سيضم أحياء سكنية فاخرة، وفنادق عالمية، ومنتجعات سياحية، ومشاريع ترفيهية عملاقة، إلى جانب مدارس وجامعات ومستشفيات ومبان إدارية وخدمية، ومنطقة مركزية للمال والأعمال، ومارينا دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية.

وتتسلم مصر من الإمارات 35 مليار دولار على دفعتين خلال الشهرين القادمين، منها 24 مليار دولار تأتي في صورة سيولة جديدة، فيما يتم تحويل 11 مليار دولار من ودائع الإمارات لدى البنك المركزي المصري إلى استثمارات في المشروع، بعد تحويلها للجنيه المصري، بما يساهم في حلحلة أزمة نقص النقد الأجنبي التي تواجهها مصر منذ عامين.

وتقع رأس الحكمة داخل البحر المتوسط على هضبة كاشفة ما حولها من شواطئ جميلة، عند الكيلو 170 بين محافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح، وهي ممتدة على مسافة 50 كيلومتراً بطريق الساحل الشمالي، ضمن المساحات الصغيرة التي ما زالت في حيازة الدولة، على ساحل ممتد لنحو 550 كيلومتراً.

ويرى محللون أن الصفقة ستساهم في تعويم الجنيه قريبا، مع اقتراب سعر الدولار من مستوى متفق عليه بين الحكومة وصندوق النقد، واعتمدته مؤسسات مالية دولية كبيرة، حيث سيراوح سعر الدولار ما بين 40 و45 جنيهاً، مقابل نحو 31 جنيهاً للدولار في البنوك حالياً.

المساهمون