السياحة المستدامة... أفضل المدن للعيش عام 2024

تنتشر الكثير من التقارير عن المدن الصالحة للعيش، أو كما تعرف بتلك التي تتمتع بقابلية العيش، وحسب المفهوم الواسع لقابلية العيش، تلك هي المدن التي تتميز بدرجة كبيرة من الرخاء الاقتصادي والسلامة العامة، إلا أن هذا المفهوم بدأ يشهد تغييرات عديدة، تتعلق بالوصول إلى الرعاية الصحية، والفرص التعليمية، والاستدامة البيئية، فضلاً عن البرامج الثقافية والفنية.

وحسب مؤشر الوحدة الاقتصادية التابع لمجلة إيكونوميست والمشرف الرئيسي على التقرير الخاص بعام 2024 الصادر في شهر يونيو/ حزيران الماضي، احتلت عدة مدن أوروبية القائمة، ومن ضمنها كوبنهاغن، زيورخ، جنيف، ما يدل على الأداء القوي لأوروبا الغربية. وأظهر المؤشر أيضاً، أن الدول العربية، وتحديداً الخليجية، حصدت بدورها مكانة جيدة، على غرار بعض المدن في السعودية مثل الرياض، جدة، بالإضافة إلى إمارتَي دبي وأبوظبي، ويعود الفضل في ذلك إلى المكاسب القوية في التعليم والرعاية الصحية، في العديد من دول مجلس التعاون الخليجي، الذي رفع مستوى المعيشة في المنطقة.
فما رأيكم بالتعرف إلى أبرز هذه المدن ومعايير تصنيفها، وأبرز مراكز الاستقطاب السياحي، والتخطيط لزيارة خلال فصل الصيف؟ 

فيينا

فيينا ليست فقط واحدة من أفضل مدن العالم من حيث الثقافة، على اعتبار أنها موطن الموسيقى الكلاسيكية وقصر هوفبورغ الإمبراطوري الكبير والمتاحف العالمية، بل هي أيضاً مكان لائق جداً للعيش فيه. تتميز هذه المدينة بوجود العديد من المؤشرات العالمية، التي تجعل السكن فيها رائعاً، ومناسباً لجميع الأعمار. حصلت فيينا على درجات ممتازة في جميع الفئات أو المعايير الخاصة بالتصنيف، سواء لناحية وجود مساكن مناسبة، أو جودة الطرقات والبنى التحتية وغيرها من المؤشرات الأساسية. 

خلال فصل الصيف، يزور العاصمة الملايين من السياح، وتتميز هذه الفترة من العام بزيادة نسبة الاحتفالات والمهرجانات الفنية والثقافية. وتُعَدّ حدائق المدينة ومزارع الكروم المحيطة بها، والبحيرات، من ضمن الأماكن الأكثر مثالية لقضاء فترة ما بعد الظهيرة، فيما يفضل صباحاً زيارة المناطق الأثرية، والقصور، على غرار زيارة قصر شونبرون، وهو وجهة ممتازة للاستمتاع بالتاريخ والمعمار الفريد، وكاتدرائية سانت ستيفن رمز لفيينا، وتوفر رؤية رائعة من البرج الجنوبي، فضلاً عن زيارة متحف التاريخ الطبيعي، ومتحف مدام توسو فيينا اللذين يقدمان تجربة ترفيهية وتعليمية للأطفال.

في المساء، تنبض الحياة بجدول حافل بالأحداث، من مهرجانات الأفلام إلى الحفلات الموسيقية في الهواء الطلق، ويبدو الأمر كما لو أن المدينة بأكملها في الخارج. 

كوبنهاغن

حصدت كوبنهاغن مركزاً متقدماً في قائمة المدن الأكثر استدامة للعيش. وخلال فصل الصيف، يقبل الآلاف من الزوار والسياح على زيارتها، لأسباب عديدة، ومن ضمنها حصول الانقلاب الشمسي، أي أن تشرق الشمس في وقت مبكر جداً، عند الساعة الرابعة فجراً، ولا تغرب الشمس حتى الساعة 11 ليلاً، ما يعني أن أمام السياح الكثير من الوقت لخوض تجارب مختلفة في المدينة. خلال فصل الصيف، يتنقل السكان المحليون بين المقاهي والأسواق، ويحاولون استثمار أوقاتهم إلى جانب البحيرات.

تضم العاصمة الكثير من مناطق الجذب، كالقصور التاريخية، لكن أكثر ما يميز الرحلة إلى العاصمة الدنماركية، الأماكن الطبيعية، على غرار حدائق تيفولي، والحديقة النباتية. من جهة ثانية، يعتبر الطعام الدنماركي التقليدي والصحي سبباً آخر لزيارة العاصمة. تعتبر كل زاوية في العاصمة مكاناً مخصصاً وشهيراً لتقديم الأطعمة. في منطقة Kødbyen العصرية لتعليب اللحوم (التي تُترجم حرفياً إلى مدينة اللحوم) يمكن تذوق أشهر الأطعمة الخاصة باللحوم، وفي Vesterbro تقدم المطاعم سلسلة من المأكولات الإسكندنافية والمتوسطية التقليدية. 

زيوريخ

زيوريخ قوة مالية معروفة بجودة الحياة العالية. تقع المدينة وسط شمال البلاد على مقربة من الحدود الألمانية على بحيرة زيوريخ. وتقدم المدينة خدمات عامة ممتازة، بما في ذلك نظام النقل العام عالي الكفاءة ومرافق الرعاية الصحية من الدرجة الأولى. إن موقع زيوريخ الخلاب، مع بيئتها النظيفة التي تجري صيانتها جيداً، وقربها من جبال الألب السويسرية، كل ذلك يجعلها ملاذاً لعشاق الهواء الطلق. إن التزام المدينة بالاستدامة والحياة الخضراء يعزز من قابليتها للعيش.

في فصل الصيف، يمكن زيارة هذه الأماكن بأسعار منخفضة جداً، ومن ضمنها بحيرة زيوريخ ونهر ليمات، ويمكن ممارسة رياضة السباحة. توفر البحيرة فرصاً للإبحار والاسترخاء، بينما يقدم النهر مناظر خلابة تنعكس عليها صورة المدينة القديمة. كذلك يمكن أيضاً زيارة البلدة القديمة وشارع بانهوفشتراسه، للتعرف إلى الثقافة التقليدية. وتتميز البلدة القديمة في زيوريخ بمبانيها التاريخية وشوارعها الضيقة التي تحكي قصص الماضي. 

أميركا الشمالية

يتميز الجزء الشمالي من القارة الأميركية بهدوئه، وجمال طبيعته، وحازت مدن مثل كالغاري وفانكوفر في كندا، مراكز متقدمة، من ضمن المدن الأكثر استدامة والقابلة للعيش الكريم في عام 2024. تتميز هذه المدن بطبيعتها الريفية والحضرية في آن واحد، مع وجود اقتصاد ديناميكي ومحيط طبيعي مذهل.

تعتبر الخدمات العامة في المدينة، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، من الدرجة الأولى، وتساهم بيئتها النظيفة التي تجري صيانتها جيداً، في تحقيق جودة حياة عالية. يوفر قرب كالغاري من جبال روكي للمقيمين سهولة الوصول إلى الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة والتزلج وركوب الدراجات الجبلية.

في المقابل، تشتهر فانكوفر بجمالها الطبيعي المذهل والتزامها بالاستدامة. خلال فصل الصيف، يمكن زيارة الحدائق العامة، والاستمتاع بالمهرجانات الفنية، وتحديداً في حديقة الملكة إليزابيث، أو حتى يمكن الاستمتاع بحفلات الشواء التي تقام نهاية كل أسبوع.