السوق السوداء في الجزائر: فشل احتواء الباعة الجائلين

24 ديسمبر 2023
الأسواق النظامية لا تستقطب الباعة (Getty)
+ الخط -

لم تنجح الأسواق الجوارية التي لجأت إليها الحكومة الجزائرية، في استقطاب الباعة الجائلين من السوق السوداء على اعتبار أن العديد من التجار الذين يلتحقون بها يغادرونها كي يعودوا لممارسة أنشطتهم في الشارع، وسط تجدد حملات كبح ظاهرة الباعة العشوائيين الجائلين في الشوارع والساحات وعلى جنبات الأسواق والفضاءات العامة، من جهة، وارتفاع الأصوات المنادية باحتوائهم لتفادي ارتفاع نسب البطالة من جهة أخرى.

وكانت السلطات الجزائرية قد عرضت على الباعة الجائلين سنة 2020، استخراج سجلات تجارية تسمح لهم بممارسة عملهم بشكل منتظم يضمن انخراطهم في الدورة الرسمية للاقتصاد المنظم، لكن العملية لم تلق إقبالا من قبل الباعة الموسميين والتجار المتجولين، الذين يتخوفون أن يكون ذلك مدخلا لمطالبتهم بدفع ضرائب في المستقبل.

وفي السياق أكد أحمد آيت قاسي عضو مجلس بلدية بوروبة في العاصمة الجزائر، أن "رؤساء البلديات يتلقون تعليمات من وزارتي التجارة والداخلية بضرورة وقف السوق السوداء والحد من انتشار الباعة الجائلين، من خلال الاستعانة بقوات الشرطة والدرك، مع ضرورة تسجيل مشاريع إقامة "أسواق جوارية" لاحتواء الباعة غير الشرعيين، من خلال إحصائهم واستقبال طلبات الاستفادة من دكاكين صغيرة أو طاولات في الأسواق البلدية أو ما يعرف بـ "الأسواق الباريسية".

وأضاف المتحدث لـ "العربي الجديد" أن "المشكل يكمن في رفض هؤلاء الشباب ولوج الأسواق المنظمة، بحجة ابتعادها عن التجمعات السكانية، أو خلوها من التهيئة الداخلية كالكهرباء أو الماء أو حتى الأمن وهي مبررات للبقاء في الشوارع، بالرغم من مجانية الأسواق".

وأعاد توسع البطالة، إحياء ظاهرة السوق السوداء في مدن الجزائر، والتي لجأ إليها الكثير من الشباب لكسب بعض المال، وسط ارتياح المواطنين في ظل الأسعار المقبولة التي تباع بها السلع في هذه الأسواق.

اللجوء إلى السوق السوداء

"العربي الجديد"، التقت الشاب نوفل صاحب طاولة لبيع الفواكه في حي "بئر الخادم" الشعبي في العاصمة، الذي قال إنه "وضع عدة طلبات عمل في وكالات التشغيل ولم يتلق أي رد، وحاول عدة مرات مع البلدية من أجل استئجار محلٍ في الأسواق التجارية إلا أن الأسواق لا تزال قيد البناء وتقع خارج الأحياء العمرانية الكبرى".

وعلى طاولة مجاورة وقف الشاب عز الدين، عارضا بعض الأواني، قائلا "إنهم لا يوفرون لنا عملاً ويمنعوننا من العمل، اليوم نحن بين نارين: البطالة، ومطاردة السلطات لمن يسترزقون عبر تجارة متنقلة وغير شرعية".

بدوره، قال الحاج الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين لـ"العربي الجديد" إن "عدد نقاط البيع في السوق السوداء ارتفع بحوالي الربع في ظرف سنة في مختلف أنحاء الجزائر".

وأشار في حديث مع "العربي الجديد" إلى "ضرورة تسوية وضع المساحات الشاغرة، لإيجاد بديل للأسواق الفوضوية وتنظيم التجارة وحماية القدرة الشرائية للمتسوقين"، معتبرا أن التجارة الموازية أضحت تشكل خطرا كبيراً على الاقتصاد وتسبب خسارة للخزينة العمومية تفوق 250 مليون دولار سنوياً.

المساهمون