انتعش سوق الذهب بأسواق العاصمة السورية دمشق، وسط مخاوف من تهاوي الليرة، متأثرة بعامل نفسي يتعلق بعقوبات أميركية جديدة على نظام الأسد وزيادة طرح عملة سورية بالأسواق من دون معادل إنتاجي وتغطية عملات أجنبية، بحسب ما يقول المحلل المالي علي الشامي لـ"العربي الجديد".
ويشير الشامي إلى أن تمويل عجز الموازنة العامة وعودة منح القروض المصرفية وما يشاع عن زيادة الأجور، ستدفع نظام بشار الأسد لطبع عملة ورقية من دون أي تغطية "تمويل بالعجز" متوقعاً أن لا تقل عن 1.5 تريليون ليرة حتى نهاية العام الجاري.
لذا، وبواقع بدء تراجع سعر صرف الليرة إلى نحو 2300 مقابل الدولار متراجعة نحو مئتي ليرة خلال أسبوع "رأينا إقبالاً على شراء الذهب خلال الأيام الأخيرة، ما حرّك السعر المثبت نهاية الشهر الماضي عند 116 ألف ليرة للغرام".
ويلفت المحلل السوري، إلى أن الليرة الذهبية وصلت، ولأول مرة، عتبة المليون ليرة ووصل سعر الأونصة المحلية الذهبية 4.190 ملايين ليرة.
من جهته وخلال تصريحات صحافية أول من أمس، يشير نقيب صاغة دمشق، غسان جزماتي إلى زيادة مبيعات الذهب، عازياً السبب لـ"ازدياد عدد المناسبات الاجتماعية، بعد أن خففت الحكومة القيود المفروضة على صالات الأفراح بسبب كورونا وسمحت لها بمزاولة عملها مجدداً".
وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت اليوم بنحو 1% متعافية من خسارة تكبدتها على وقع إصابة الرئيس الأميركي بوباء "كورونا" وهبوط الأسعار بنحو اثنين بالمئة الأسبوع الماضي، ليزيد اليوم الأربعاء، سعر الذهب في التعاملات الفورية واحداً بالمئة إلى 1895.46 دولاراً للأوقية.
ويرى مراقبون أن إقبال السوريين على الذهب، لا يرتبط بانتعاش سعره عالمياً، لأن المعدن الأصفر، هو الملاذ الوحيد أمام السوريين، بعد منع حيازة وتداول العملات الأجنبية، للهروب من عملتهم التي تدهور سعرها من 50 ليرة للدولار الواحد عام 2011 إلى نحو 2300 ليرة اليوم.
ووسط توقعات بتهاوي سعر صرف الليرة السورية واستمرار عجز الميزان التجاري وشلل الإنتاج المحلي، يواصل سعر الذهب في سورية تسجيل قفزات قياسية منذ بداية عام 2020، ليسجل ارتفاعاً بأكثر من 498% في خمس سنوات، وقت لم يزد سعر غرام الذهب في آب 2016 عن 18 ألف ليرة.