ينطلق اليوم الأحد، لمدة أسبوعين، مؤتمر الأطراف السابع والعشرون للأمم المتحدة حول المناخ (كوب27) وسط تخلف الدول الكبرى عن وعودها برفع مساعداتها إلى 100 مليار دولار سنوياً، اعتباراً من 2020، إلى دول الجنوب لخفض الانبعاثات والاستعداد لتداعيات التغير المناخي.
وتطالب دول الجنوب كذلك بتمويل إضافي مكرس "للخسائر والأضرار" التي تكبدتها إلى الآن، إلا أن الدول المتطورة متحفظة جداً من هذه الآلية، واكتفت العام الماضي بالقبول بفتح "حوار" في المسألة مقرر حتى عام 2024. لكن يتوقع أن تضطر إلى الموافقة على إدراج المسألة رسمياً على جدول أعمال مؤتمر شرم الشيخ.
وقال وائل أبو المجد، الممثل الخاص للرئاسة المصرية في كوب27، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إن "الجميع يتفقون على القول بوجوب إيجاد سبيل لحل ذلك. لكن تكمن الصعوبة في التفاصيل".
وأكد منير أكرم، سفير باكستان لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجموعة الـ77 + الصين، وهي كتلة تفاوضية نافذة تضم أكثر من 130 دولة نامية، أن "التوصل إلى اتفاق على آلية الخسائر والأضرار سيكون مقياس نجاح كوب 27 أو فشله"، مضيفاً أن "الإرادة تصنع المعجزات".
وثمة غموض حول إقرار آلية خاصة لتمويل "الخسائر والأضرار" أو حول هدف جديد لمواصلة مبادرة الـ100 مليار دولار اعتباراً من 2025.
وقال ميشاي روبرتسون، مفاوض الدول الجزرية الصغيرة، إن حاجات التمويل "تعد بمليارات المليارات" معتبراً أنه يستحيل تحقيق ذلك من دون القطاع الخاص.
وستسلط الأضواء أيضاً على تعهدات القطاع الخاص مع نشر تقرير لمجموعة خبراء الأمم المتحدة المكلفة تحديد المعايير لتقييم أهداف الحياد الكربوني للشركات والمدن، فضلاً عن المناطق والمستثمرين.
وقال غوتيريس الأسبوع الماضي: "لا يمكن العالم أن يتحمل مزيداً من الغسل الأخضر أو التحركات الزائفة أو المتأخرة".
وبعد افتتاح مؤتمر كوب27، بحضور 200 دولة في مصر الأحد، يلتقي أكثر من 120 من قادة الدول والحكومات يومي الاثنين والثلاثاء، في قمة من شأنها إعطاء دفع لهذه المفاوضات التي تستمر أسبوعين.
ويغيب عن القمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، فيما يحضر الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مؤتمر شرم الشيخ في محطة سريعة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما التعاون حيوي بين أكبر دولتين ملوثتين في العالم، اللتين تشهد علاقتهما توتراً شديداً. إلا أنهما قد يلتقيان في بالي في الأسبوع التالي على هامش قمة مجموعة العشرين.
ودول مجموعة العشرين مسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية، إلا أن أغنى دول العالم متهمة بعدم تحمّل مسؤولياتها على صعيد الأهداف والمساعدات للدول النامية كذلك.
وسيكون استياء أفقر دول العالم غير المسؤولة عن الاحترار، لكنها أكثرها عرضة لتداعياته، في صلب مؤتمر كوب27.
(فرانس برس، العربي الجديد)