الدولار يقترب من 9 ليرات تركية وسط استغراب المصرفيين

11 أكتوبر 2021
خفض الفائدة وارتفاع التضخم زادا من خسائر الليرة (العربي الجديد)
+ الخط -

واصل سعر صرف الليرة التركية التراجع في بداية تعاملات الأسبوع، حيث سجل الدولار اليوم الاثنين 8.94 ليرات، وهو أدنى مستوى منذ سنوات.

واستغرب عاملون في البنوك التركية استمرار تراجع الليرة، خاصة مع زيادة إيرادات البلاد من النقد الأجنبي من أنشطة رئيسية مثل الصادرات والسياحة والاستثمارات المباشرة وقطاع العقارات، وتحوّل الحساب الجاري في تركيا ليسجل فائضا بقيمة 528 مليون دولار خلال أغسطس/آب الماضي، مقابل عجز 4.068 مليارات دولار على أساس سنوي، وسط تحسن قطاع الصادرات.

ويقصد بالحساب الجاري صافي تعاملات الصادرات والواردات من السلع والخدمات.

تحوّل الحساب الجاري في تركيا ليسجل فائضا بقيمة 528 مليون دولار في أغسطس/آب، مقابل عجز 4.068 مليارات دولار وسط تحسن قطاع الصادرات

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم السبت، إن الاستثمارات في بلاده لم تشهد أي تباطؤ رغم انخفاضها على المستوى العالمي بنسبة 35%.

وأضاف في كلمة أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية بولاية أضنة (جنوب) أن المستثمرين الدوليين يثقون في تركيا وإمكانياتها ومستقبلها المشرق.

وأكد أردوغان أن اهتمام رأس المال العالمي بتركيا ورغبته بالاستثمار فيها آخذان في الازدياد رغم ظروف وباء كورونا.

واستطرد: رغم انخفاض الاستثمارات على المستوى العالمي بواقع 35%، ورغم توقف عجلة الاقتصاد في العديد من الدول، فإن الاستثمارات في تركيا لم تشهد أي تباطؤ.

وأردف: نجحنا في رفع صادراتنا السنوية إلى 212 مليار دولار رغم اضطراب الأجواء في الأسواق العالمية.

وقرر البنك المركزي التركي، الشهر الماضي، خفض أسعار الفائدة الرئيسية 100 نقطة أساس إلى 18% رغم ارتفاع معدل التضخم، الذي ارتفع 1.25 بالمائة في سبتمبر/ أيلول الماضي، و19.58 بالمائة على أساس سنوي.
وكان محافظ البنك المركزي شهاب قوجي أوغلو قد توقع، الشهر الماضي، تراجع أسعار الاستهلاك في الأشهر المقبلة، وأن البنك سينظر الآن في التضخم "الأساسي" الذي يقل عن 17% بعد استبعاد العناصر المتقلبة، مثل الغذاء والوقود، للقرارات المستقبلية.

وتداولت بعض الوكالات توقعات بعدم رضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أداء محافظ المركزي، إلا أن فخر الدين ألتون، مساعد الرئيس، نفاها في تغريدة منشورة له.

مستقبل العملة التركية

وقال الخبير الاقتصادي التركي جلال بكار، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن حجم الاقتصاد بالشكل العام، وخاصة النموذج الاقتصادي الإنتاجي، لا يمكن أن نقيمة فقط من قيمة سعر صرف العملة.

وأشار بكار إلى أن تركيا تواجه أزمات حاليا، ومنها التضخم وارتفاع الفائدة على الودائع المحلية، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه رغم ذلك فالوضع أفضل من وجود انكماش للاقتصاد وتوقف عجلة الصناعة والإنتاج في الوقت الحالي.

وأضاف أنه ورغم ظروف جائحة كورونا التي تسببت في أزمة اقتصادية عالمية، فقد ارتفعت صادرات تركيا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وتجاوزت 121 مليار دولار وفق بيانات لهيئة الإحصاء التركية، في حين تتطلع البلاد إلى بلوغ 210 مليارات دولار قيمةً للصادرات الخارجية مع نهاية العام الحالي.

وأشار مختصين في مجال الاقتصاد سابقاً، من بينهم الاقتصادي التركي أوزجان أويصال، إلى أن تركيا من البلاد التي نجحت في احتواء تداعيات أزمة جائحة كورونا.

وأضاف أن تضخم الأسعار الحالي يرتبط في جزء منه بظروف التضخم العالمية الحالية، إضافة إلى ظروف أخرى غير اقتصادية تؤدي لتراجع سعر الصرف.

المساهمون